هموم شعرية: مع سهيل نجم

هموم شعرية: مع سهيل نجم

25 سبتمبر 2021
سهيل نجم
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته.


■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟  
أمست العلاقة بين القارئ والشاعر معضلة لأغلب الشعراء، حتى وصلت الحال بشاعر مثل أدونيس إلى أن يعدّ قضية جمهور الشاعر لا معنى لها ولا قيمة. قناعتي أنني أختلف معه إلى حدّ ما، لأن هذا قد يسوقنا إلى موت الشعر. لكن تبقى القصيدة العربية الحديثة عموماً تقرأها النخبة من الناس وقد يفهمها فنياً ويتذوقها جمالياً عدد أقلّ.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
بسبب ارتباط النشر باقتصاديات الثقافة وبحث الناشر عن الربح والجدوى المادية، وبسبب النزوع النخبوي لبنية القصيدة الحديثة، ثم تردّي الوضع الثقافي لدى عامة الناس في البلدان العربية، خصوصاً إثر الهزات الاجتماعية الكبيرة التي عشناها ونعيشها، وهنت العلاقة بين الناشر والشاعر ولم يعد الناشرون عموماً متحمّسين لنشر ديوان على حسابهم الخاص لشاعر حتى لو كان من الأسماء الراسخة. أغلب الشعراء اليوم يضطرّون إلى أن يقتطعوا من قوتهم ليدفعوا للناشرين!


■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
مؤكّد أن المجلّات والجرائد والمواقع الإلكترونية قد احتلّت محل الصحف والمجلات الورقية التي كنا نسعى للنشر فيها، وصار من السهل التواصل اليوم مع هذه المواقع، لكن يبقى ثمة حنينٌ طاغ إلى النشر الورقي وإلى تلك البهجة الغامرة في الاطّلاع على ما نُشر لك على صفحات الجرائد ذات الملمس الساحر والخاص.

يضطرّ الشعراء إلى أن يقتطعوا من قوتهم ليدفعوا للناشرين


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
على الرغم من المجاملات التي تطغى على التعليقات لما أنشره وينشره زملائي، إلا أن ثمة تواصلاً مباشراً ودافئاً يجمع النص ومتلقّيه، وهذه حالة أراها إيجابية لكليهما. 


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
لمّحتُ من قبل إلى أن قرّاء الشعر العربي هم أناس من النخبة نظراً لما يكتنف النص الجديد، وأقصد النص المميز، من بناء مكثف ولغة استعارية وتأملية تحتاج إلى قارئ متدرّب لتذوقها وفهمها. 


■ هل توافق على أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
أترجم الشعر عن اللغة الإنكليزية، إلّا أنني لا أجد الشعر المترجم أكثر مقروئية، وسبب ذلك ندرة المترجمين الذين يحسنون ترجمة الشعر، وبالنسبة لي غالباً ما أتهيّب قراءة الشعر المترجم إلّا إذا توفّرت لي قناعة بالمترجم.

تحتاج لغة الشعر اليوم إلى قارئ متدرّب لتذوّقها وفهمها


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
يمثّل الشعر العربي اليوم انطلاقة إبداعية متفوقة عما سبقها من قبل نظراً لقوة التجريب فيها ووسع الفضاءات التي يجوبها فضلاً عن المخيلة الخلّاقة التي تنتج بنية استعارية وصورية كنائية متفردة. أمّا بشأن نقاط الضعف فإن كان ثمة شيء من هذا فهي المغالاة في التجريب والغموض أو "التغميض" المتعمّد الذي لا يُحيل إلى دلالات جمالية أو فكرية ذات إيحاء يولد المتعة لدى المتلقي.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟
في بالي ثلاثة شعراء أدعو لاستعادتهم، وهُم: أمل دنقل، وصلاح عبد الصبور، وبلند الحيدري.


■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟
ما أتمناه أن يؤدي نقّاد الشعر دورهم شبه الغائب ليجسروا المسافة المتذبذبة بين النص والقارئ وليرصدوا الإنجازات الفنية الجديدة للقصيدة العربية. ثمة تحوّلات وتطوّرات كثيرة في القصيدة العربية تنتظر النقد ليشير إليها ويتعمّق في رسم ملامحها ودراستها.


بطاقة
شاعر ومترجم عراقي من مواليد بغداد عام 1956. صدرت له أربعة دواوين شعرية، هي: "فض العبارة" (دار الكنوز الأدبية، بيروت، 1994)، و"نجّارُك أيها الضوء" (دار نينوى، دمشق، 2002)، و"لا جنّة خارج النافذة" (دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2008)، و"فردوس أسود" "دار الجمل، بيروت، 2015). كما صدر له العديد من الكتب المترجمة من الإنكليزية وإليها في الشعر والنقد الأدبي والرواية والفكر والفلسفة.

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون