هدى قساطلي.. مشاهدات حلب وبيروت بعد الحرب

هدى قساطلي.. مشاهدات حلب وبيروت بعد الحرب

03 اغسطس 2022
(مشهد من بيروت، من المعرض)
+ الخط -

تسعى الباحثة والمصورة الفوتوغرافية اللبنانية هدى قساطلي، منذ معرضها الشخصي الأول "بيروت" عام 1991، إلى إحياء ذاكرة المكان معمارياً وتوثيق التغيرات التي طرأت عليه بفعل الحروب والإهمال وتقادم الزمن، حيث انبثتقت أفكارها منذ أن حملت عدستها لتصوّر مدينتها بعد انتهاء الحرب الأهلية فيها.

في مسار مواز، ألفّت قساطلي عدداً من الكتب التي تضمّنت صوراً جمعتها خلال رحلة بحثها مع توصيف معماري وأنثربولوجي للأمكنة التي تجوّلت فيها، كما فعلت في مؤلّفاتها "المجتمع الرهباني بدير الحرف" (1996)، و"أرض البقاع، تطوير الإسكان الريفي على الهضبة اللبنانية العليا" (2000)، و"من الحجارة والألوان، الحياة والموت لبيوت بيروت القديمة" (2001)، و"من الأرض والنور، البيوت المقببة لشمال سورية" (2011)، وغيرها.

حتى الرابع من الشهر المقبل، يتواصل معرضها "من بيروت إلى حلب" الذي افتتح في "مؤسسة سانت إيليا" بمدينة باليرمو الإيطالية في السادس والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي، ويضمّ أربعاً وأربعين صورة التقطتها بين عاميْ 1990 و2022.

الصورة
من المعرض
من المعرض

تسجّل قساطلي عمليات الهدم التي تعرّضت لها كلّ من مدينة والدها ومدينة والدتها السورية، حيث أُزيلت في الأولى أبنية تراثية واقتُلعت بيوت قديمة لتُشيَّد الأبراج العالية مكانها، وفي الثانية لا تزال مشاهد الخراب ماثلة للعيان بعد تدمير العديد من المعالم الأثرية.

إحدى عشر صورة تُعرض للمدينة السورية، بالتزامن مع تصوير الفنانة فيلمها الوثائقي عن "المدينة الشهباء"، تحت عنوان "بيمارستان أراغون"، في محاولة لإعادة كتابة سيرة حلب بصرياً من خلال رؤية الجمال وسط الخراب، لكنها تشير إلى مسألة مهمة لطالما اشتغلت عليها في مشاريعها حول بيروت، وتتمثل في انتقاد خطة إعادة الإعمار القائمة على ترسيخ الأبنية التجارية بدلاً من التراثية.

وفق هذه المعادلة، تؤكّد قساطلي على حلب كما بيروت التي تُدمّر في انفجار 4 آب/ أغسطس عام 2000، وليس بسبب الحرب الأهلية التي امتدت لخمسة عشر عاماً، إنما أيضاً عبر محو ذاكرة المدينة وطمسها في زمن السلم، وبذلك يتواصل فعل التدمير.

يشير البيان الصحافي للمعرض إلى أنه "مع صور الأبواب والنوافذ والأقواس والقناطر التي التُقطت قبل أو بعد انفجار مرفأ بيروت، تلتقط قساطلي العناصر المعمارية الزخرفية والملونة. بمرور ضوء النهار، ترسل هذه الأبواب والنوافذ والأروقة، انعكاسات ملونة متلألئة، ما يضخّم الحياة اليومية للسكّان، ويكرّس ارتباطهم بالتراث المدمَّر".

المساهمون