نظامي كنجوي.. استعادة الشاعر الأذري

نظامي كنجوي.. استعادة الشاعر الأذري

24 يونيو 2021
(تمثال نظامي كنجوي في باكو)
+ الخط -

أطلقت جمهورية أذربيجان منذ مطلع العام الجاري احتفالية بمناسبة مرور ثمانمئة وثمانين عاماً على مولد شاعرها نظامي كنجوي (1140 - 1209) الذي تركت كتاباته تأثيرها الواسع على شعراء بارزين في الثقافة الفارسية التي سادت خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر في مناطق إيران وأفغانستان والهند وآسيا الوسطى مثل حافظ شيرازي وجلال الدين الرومي.

وتشارك "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة في الاحتفالية من خلال جملة فعاليات تنظّمها بالتعاون مع السفارة الأذربيجانية بالعاصمة القطرية، الذي يعكس اهتمامها بالغنى والتعدّد في إطار الحضارة العربية الإسلامية، وما قدّمته من آداب وفنون خلال نحو أربعة عشر قرناً.

يتناول المنظّمون حياة الشاعر الذي عاش في مدينة كنجة الأذرية، التي عاشت ازدهاراً ثقافياً وفكرياً منذ القرن التاسع الميلادي حين حكمها العرب، ثم خلال الفترة السلجوفية وصولا إلى العهد الصفوي، كما تشير المصادر التاريخية، وشكّلت الفارسية اللغة الأساس في التأليف والكتابة الأدبية.

تركت كتابات كنجوي تأثيرها الواسع على شعراء بارزين مثل حافظ شيرازي و جلال الدين الرومي

وأوضح حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة، ورئيس مكتبة قطر الوطنية، أن الاحتفالية تعتبر فرصة مهمة من أجل تسليط الضوء على ما تحتوي المكتبة من كنوز عن بلاد ما بين النهرين المؤثرة في الحضارة الإسلاميّة، وبصفة خاصة المكتبة التراثية".

ألّف كنجوي كتابه "مخزن الأسرار" (1164) الذي يتكوّن من 2288 بيتاً موزوناً على البحر السريع، تحدث خلالها عن جوانب الحياة كافة وقدم أفكاراً جديدة وطرح أسرار المعرفة كما تلقاها في سنوات عزلته وتأملاته، أما الخاتمة فكانت في الزهد والعرفان.

كما كتب "خسرو وشيرين" (1175) في ستة آلاف وخمسمئة بيت في بحر الهزج، وهي ملحمة عشق خسرو برويز؛ الأمير الإيراني، الذي جمعته مع شيرين بنت أخي ملكة أرمنستان اللذين لا يلتقيان إلا بعد سلسلة من الأحداث تنتهي بمقتل خسرو وانتحار شيرين على قبر حبيبها، واعتمد فيها على مصادر كثيرة مثل "أخبار ملوك الفرس" و"الأضداد" و"الشاهنامه" للفردوسي.

إلى جانب تأليفه "ليلى والمجنون" (1182) الذي يضم أربعة آلاف وسبعمئة بيت كتبها حول قيس من قبيلة بني عامر لليلى بنت سعد من القبيلة نفسها، و"سبعة أجساد" أو "سبع قبب" (1201) الذي يروي قصة الملك بهرام الساساني الخامس الذي تربّى عند الملك النعمان، وتزوج من سبع فتيات هن بنات ملوك الأقاليم السبعة، أسكن كل واحدة منهن في بناء ذي سبع قبب بألوان مختلفة، وكان يستمع في كل ليلة إلى إحدى زوجاته وهي تقص عليه قصة من ماضيها، و"إسكندر نامه" و"إقبال نامه" اللذين يرويان قصة الإسكندر المقدوني.
 

موقف
التحديثات الحية

المساهمون