Skip to main content
نجمة الإقليم
باسم النبريص
متظاهرون يعلّقون العلم الفلسطيني في "جامعة فيديريكو الثاني" بنابولي، إيطاليا (Getty)

ستّة شهور وتحوّلت غزّة إلى مقبرة وحيّز من جغرافيا الليل. ستّة شهور، ولم يبرح الإقليم في ذُلّه، مادّة استخراجية للابتزاز في أوحش وأنكى المعاني. جاءت "حركة حماس" وأطلقت نجمةً في فضاء العتمة الكُلّي، كي يهتدي بنورها سكّان الإقليم، ويبدأوا في نفض ذُلّهم. لكن يبدو أنّ الجسَد الاجتماعي استنَام للغفلة وشَبِع من قيحها الكريه. مع أنّ هذا لا يجُوز لمن يستحقّ الحياة وهو يتنفّس بعدُ في الحياة.

المُقاومة تُواجه أعتى القِوى وحدها: "الناتو" بقضّه وقضيضه. والشعوب، خلا نُدرة النُّدرة، مُمعِنة في العجز، وتنتظر من المُقاومة أن تفعل ما يجب عليها هي فعله. شعوبٌ اعتادت على القسوة، وعلى ردّ الفعل العاطفي، إذ يبدأ ساخناً ثم يتلاشى كغُثاء السَّيل. هذا التواكُل سيجعل مصيرها مثل مصير غزّة، قصُر الزمان أم طال. سيتّسع أُفق النَّهب، ولن ترُدَّه إلّا سواعد الثورة. 

آملُ ألّا أعيش كي أَرى ما يفصح عنه قادم السنوات. وإن عشتُ، ألّا تكون لي عينان كي أرى جغرافيا الإقليم (أمام هول ابتزاز عدوّها الغربي ومخلبه الصهيوني اللّامتناهي)، وقد تحوّلت إلى مقبرة ورقعة من الكوكب لا يعرفُها ضوء الشمس. سيُصحِّر منطقتنا الزواجُ الدَّنيء بين هذين العدُوَّين، وهما من ناحية أُخرى، الكيانان الوحيدان اللذان هُما عبارة عن "قبضاي" وفي يده مخلب ناتىء ونافر.

غزّة هي مستقبل الإقليم كلّه، إن لم تقُم العُجول وتحرث واديها.

 

* شاعر فلسطيني مُقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية