ناجي ميشيل شنبو.. فانتازيا الحيّ المصري

ناجي ميشيل شنبو.. فانتازيا الحيّ المصري

14 فبراير 2022
(من المعرض)
+ الخط -

في ستّينيات القرن الماضي، بدأ ناجي ميشيل شنبو حياته المِهنية رسّاماً في الصحافة المصرية، حيث وقّع أعماله باسم مستعار هو "تاد"؛ الاسم الذي اختارتْه والدته وكانت أوّل شخصٍ دفعه إلى القراءة وشجّعه على الرسم منذ صغره.

تميّزت أعمال الفنان المصري (1946 – 2007) بألوانه المتقشّفة المأخوذة من الحياة اليومية في الأحياء الشعبية المصرية، حيث شكّلت تلك الأمكنة مسرح شخصياته التي ابتكرها وأضاف إليها مسحة من الفكاهة أو الفانتازيا، مستفيداً من فنّ الكاريكاتير وتقنيات التصميم الغرافيكي.

حتى مساء الخميس المقبل، يتواصل في قاعة الفنون بـ"مكتبة المستقبل" القاهرية معرض استعادي لشنبو، والذي افتُتح أوّل أمس السبت، ويتضمّن مجموعة من رسومات الحبر والألوان المائية والاستكتشات التي تمثّل تجربته الممتدّة قرابة أربعة عقود.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

اهتمّ الفنان الراحل بأدقّ تفاصيل أبطاله الذين رصدهم في مشاهد درامية تنبض بالحركة كما في تصويره لباعة الفاكهة والحبوب والعرقسوس والبطاطا والخبز وساعة البريد وشرطي المرور والقهوجي، في احتفاءٍ بالحِرَف التقليدية التي غابت معظمها اليوم، أو في طريقها إلى الانذثار.

نشَر تاد معظم أعماله في مجلّتي "صباح الخير" و"إجبشن غازيت"، والتي أَعجبت صُنّاع السينما آنذاك، حيث انهالت عليه العروض لرسم مقدّمات العديد من الأفلام، كما صمّم العديد من أغلفة الكتب ورسوماتها الداخلية لروائيين وقاصّين مصريين.

ويلفت بيان المنظّمين إلى أن تاد ينتمي إلى المدرسة التعبيرية، وركّز في رسوماته على الواقع المصري ومشكلاته، وأن المعرض يهدف إلى توصيل الفن للجمهور سعياً لاقتنائهم أعمالاً أصلية وليست مطبوعة أو منقولة، من أجل تعريف الأجيال القادمة بالفنّانين الذين تركوا أثراً في المشهد التشكيلي المصري.

يتضمّن المعرض رسومات تنتمي إلى فترة التسعينيات وما بعدها، حيث أبرز التعبيرات والملامح الإنسانية، ولم يستثره الجمال الخارجي أو التناسق، مركّزاً على الانفعالات الداخلية من خلال ترجمتها بالخطّ واللون والمساحة وضربات الفرشاة، ومستعيناً أحياناً بالكلمات والجُمَل التي كان يمزجها بعناصر اللوحة.

عاش تاد بين مصر وسويسرا وفرنسا، وسعى في رسوماته إلى بلورة مدرسة جديدة تتميّز بفكاهةٍ ذات مستوى جديد من الوعي السياسي والاجتماعي، إلى جانب تجريبه المستمرّ في استخدام التقنيّات، ونزوعه نحو مساحات مختلفة من الاختزال.
 

المساهمون