موجي آصفجاه.. تنويعات على الأمل

موجي آصفجاه.. تنويعات على الأمل

22 يونيو 2021
من المعرض
+ الخط -

قد يبدو اللجوء إلى استخدام مُحّ (أو صفار) البيض في عملية خلط وصناعة الألوان أمراً غريباً في يومنا هذا، لكنّ هذه العملية تُعدّ من الطرق المبكّرة التي لجأت إليها الحضارات لتكوين ألوان سميكة ومتماسكة للرسم، وذلك منذ الحضارة المصرية القديمة إلى العصور الوسطى وعصر النهضة.

تراجَعَ استخدامُ هذه العملية، التي تحمل الاسم اللاتيني تِمبيرا ــ مثل كثيرٍ من تقنيات صناعة الألوان الطبيعية ــ بعد الوصول إلى طُرقٍ أكثر حداثة وبساطةً وأقلّ كلفة لصناعة الألوان منذ القرن الثامن عشر، لكنّ عدداً من فناني القرن العشرين، ولا سيّما الأميركي مارك روثكو، أعادوا إحياءها لما تمنحه من قوامٍ مميّز ومن كثافة لونية.

الصورة
من المعرض
من المعرض

في معرضها المُقام في "غاليري تانيت" ببيروت، بعنوان "ثمة طيورٌ هنا من جديد"، تلجأ الفنانة الإيرانية موجي آصفجاه (1970) بشكل مكثّف إلى تقنية تمبيرا لمزج ألوان لوحاتها التي أرادت لها أن تكون رسالةً وتعبيراً عن الأمل. أملٌ أرادت قولَه مرّةً ثانيةً لبيروت، المدينة التي أهدتها معرضها السابق، والذي احتضنه فرع "غاليري تانيت" في ميونخ أخيراً، وحمل عنوان "سوف تنهضين مجدّداً".

تتنوّع أحجام اللوحات المعروضة بين صغيرة (28 × 36 سم) ومتوسّطة (160 × 200)، مع تكوينات تميل في الأغلب إلى توزيع المادة بشكل متوازن داخل أبعاد اللوحة، كما يمثّل اللون الأزرق، بدرجاته المختلفة، اللون الأساسي الذي تتأثّث حوله أغلب العناصر التشكيلية في كلّ لوحة.

الصورة
جانب من المعرض
جانب من المعرض

تُراوح أجواء اللوحات بين التجريدي والشكلاني، حيث يحضر اللون غالباً كشكلٍ، إذ تُعطيه فرشاة الفنانة قواماً مضلّعاً أو ملتفّاً بما يجعله عنصراً شكلياً في حدّ ذاته. وهي بهذا تُظهر تأثّراً بفن الحروفيات أو الكاليغرافي، لا سيّما في صيغته الإيرانية، حيث الخطوط العريضة والملتفّة، والتداخل بين شفافية أو امّحاء اللون وسماكته.

ولا تتردّد الفنانة الإيرانية في ربط اشتغالاتها بتعبيرٍ أو إيحاءٍ ما، حيث تقول في بيان المعرض: "تمثّل اللوحات دعوةً للعين لتنظر، من خلال نافذة مفتوحة، إلى مساحةٍ نوستالجية". مساحةٌ يأتي عنوان المعرض ليضيف إليها بعضاً من الأمل لمدينةٍ لا تخرج من تداعياتِ انفجارٍ، كذلك الذي عرفته صيف العام الماضي، حتى تعود إلى أزمة سياسية واقتصادية تُثقل بلداً مُنهكاً أساساً.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون