Skip to main content
من فجرٍ أبيضَ إلى ظلٍّ لاهب
نصيرة محمدي
"غابة الشتاء الكبيرة" لـ ستيفان إروان ــ دوما (فرنسا)، زيت على قماش، 2015 ـ 2016

من فجرٍ أبيض
إلى ظلٍّ لاهبٍ
يأتي الحب شفيفاً 
نديّاً كالروح
ليكتب صمتنا ويفنى.
البكاء لا يختار المجروحين
يتوسّل الصمت
ويجعل الليل أنقى من الصراخ.
في كلّ الوحشة التي عرفت
لم تحترق إلّا بالموسيقى
عائداً من نحيب الورد
بخطوةٍ فاتنة.
يهوي الحزانى 
في لغةٍ ظمأى
مثل جسدٍ يرتحلُ
إلى مكانٍ آخر
يمدّ مفاتيحه للماء
وسِرّه للكلمات.
أقف الليلة
أمام الشُّرفة 
أكثر خوفاً
مثل يدٍ ضيّعتْ رفقتها
مثل رسائل لا تصل
تدين هذا الليل 
المجنون بالهشاشة
الذاكرةُ رعبٌ 
يفيض من اسمي
اسمي المغروس 
في جسدٍ بعيد
مثل شجرة تقبع في العراء
وتفتح روحها للّيل.
كلّ هذا البحر 
وأذرعي لا تصل
الكلمات جسورٌ إلى الهواء
هناك أبقى وترحل أنفاسي.
لماذا أرتجف
في آثار عابرين
في ظلّ غرباء؟
لماذا أرتجف في لحظة كهذه
كطائر ترك نشيده ومضى
كما لو أنّ نهراً حرّكني؟ 
صرت أتدفّق كلماتٍ
تُعلّمني كيف أولد من ماء
كيف يوجع القلب 
أن تتبلّل امرأةٌ في هذا البرد
قبل العاصفة
تدربّت على الموت
وعبرت "البهجة" 
إلى سماء أخرى.
في تلك الزهرة رائحتي
التي تغمر وجهك
تصلّي لقطرات مطر
تنام في نهرك
النهر ذاته يعبرني
في كلّ مرة
في الخطى دمعةٌ 
وفي المدى شمعةٌ
هل نجونا وفي القلب كل هذي المقابر؟


* شاعرة من الجزائر

المزيد في ثقافة