منع "الأخوين ملص".. سجال مفتوح مع وزارة الثقافة السورية
استمع إلى الملخص
- قرر الأخوان ملص إنهاء جولتهما الرسمية احتجاجاً على بيان الوزارة، مع استمرار العروض في "مسرح الغرفة" والمقاهي والمسارح الخاصة على نفقتهما الشخصية.
- يستمد الأخوان ملص شرعيتهما من معارضتهما للظلم في 2011، في ظل جو رقابي سوري ضبابي، كما أُشير إلى منع رواية "جنة البرابرة" الشهر الفائت.
نفت وزارة الثقافة السورية، في بيان نشرته أول أمس على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، منعَ عرض مسرحية "كل عار وأنتم بخير" للأخوين ملص. البيان أتى بعد إعلان "الأخوين ملص" منع الوزارة عرض المسرحية بسبب منشورٍ لهما على فيسبوك، يستذكران فيه عام 2011، بما حمله من شعارات الكرامة ورفض الظلم، وقد كتباه في سياق احتجاجهما على ممارسات "الحكومة الجديدة".
وجاء في بيان الوزارة حرصها الدائم على "دعم الحركة المسرحية السورية واحتضان المواهب والخبرات الفنية"، والتزامها الكامل بـ"مبدأ حرية التعبير الفني". وأكد البيان أن ما حدث "سوء تفاهم" مع أحد العاملين في الوزارة.
وكان محمد ملص قد أعلن في وقتٍ سابق، في تسجيل صوتي، أن الاتصال الذي أخبره بالمنع جاءه من مكتب الوزير، لأنَّ الوزير، بحسب صاحب الاتصال، "انزعج" بسبب منشورهما على فيسبوك.
أكد بيان الوزارة أن ما حدث "سوء تفاهم" مع أحد العاملين فيها
مع ذلك، لم تنتهِ حلقات هذا السجال هنا، إذ تلا بيان الوزارة قرار "الأخوين ملص" إنهاء جولتهما الرسمية بعرض في طرطوس، يليه عرض مسرحي وورشة في مدينة حمص. وجاء قرارهما بإنهاء العروض الرسمية احتجاجاً على بيان الوزارة، الذي اعتبر المسألة "سوء فهم مع أحد العاملين". كما أعلنا استمرار العروض في "مسرح الغرفة"، وفي المقاهي والمسارح الخاصة، وعلى نفقتهما الشخصية.
ليسَ هذا السجال الأول في ما يخص مسرحية الأخوين ملص. إذ في نهاية الشهر الفائت، أعلنا إيقاف عرضها في طرطوس، من غير توضيح ملابسات إيقاف العرض آنذاك. وكان العرض الرسمي الأخير للمسرحية في حلب، بتاريخ 22 يوليو/ تموز، قد تضمن حواراً مرتجلاً يستلهم الواقع السوري بمفرداته المباشرة، من مثل: تفجير الكنائس، وعمليات القتل على الهوية، وإلقاء مدنيين من الشرفات.
إلى جانب هذه الإشارات المباشرة للواقع، فقد أظهر الحوار المسرحي ما يسود المشهد السوري العام من نقاشات حول الخيانة والإلحاد والإيمان، وعلاقة الدين بالسياسة، وغير ذلك من الموضوعات التي بدأت تتسرّب من الحديث العام والحياة اليومية إلى الفنون.
يذكر أن جزءاً من الشرعية التي يستمدها الأخوان ملص، في سجالهما المفتوح مع الوزارة، يأتي من كونهما "خرجا ضد الظلم في عام 2011"، وهو استحضارٌ لشرعية من خارج الفن، إلا أنه استحضار مفهوم في جو الرقيب السوري غير الواضح والضبابي والمتروك للتأويل، بخاصة عند الإشارة إلى مطالعة منع الطبعة السورية لرواية خليل صويلح "جنة البرابرة"، الشهر الفائت، إذ جاء فيها بأنّ الرواية "تشوّه الثورة السورية من خلال وصف الثوار بأوصاف وأعمال القتل والنهب والتعذيب والاعتقالات والذبح والجلد والجنس والتطرف الديني والسجون والتفجير وربطها بالجهاد الإسلامي وغيرها".