منصور نصاصرة: مدينة القدس في الفترة الأردنية

05 ديسمبر 2024
من المحاضرة (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يقدم الأكاديمي منصور نصاصرة دراسة حول "القدس الأردنية" (1948-1967)، مسلطًا الضوء على مقاومة المقدسيين للسياسات الإسرائيلية وتأثير الإدارة الأردنية في تشكيل المدينة.
- يركز الكتاب على الاحتجاجات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، مع تحليل السياسات الاستيطانية منذ عام 1967 حتى انتفاضة الشيخ جراح في 2021، مشيرًا إلى دور القنصليات العربية والمنظمات السياسية.
- يبرز نصاصرة أهمية حي الشيخ جراح في السياق الجيوسياسي والتاريخي، مشددًا على ضرورة فهم الحكم الأردني لتحليل الوضع الحالي في القدس.

تحت عنوان "القدس في الفترة الأردنية: 1948 - 1967"، قدّم الأكاديمي منصور نصاصرة؛ الباحث الزائر في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، أمس الأربعاء، محاضرةً ضمن سيمنار المركز في مقرّه بالدوحة، هي جزءٌ من مشروع كتاب يشتغل عليه حول تطوُّر "القدس الأردنية" واستمرارها كما صاغها المقدسيون أنفسهم عبر العديد من التحوّلات والانقطاعات ومحاولات السيطرة منذ عام 1948 حتى انتفاضة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

ويهدف الكتاب، وفق نصاصرة، إلى الكشف عن كيفية استمرار مقاومة المقدسيّين، وإصلاحهم للسياسات والممارسات الإسرائيلية في المدينة المحتلّة عبر إرث القدس التي بُنيت خلال الإدارة الأردنية.

تحدّث الأكاديمي، في المحاضرة، عن القصّة غير المروية للقدس العربية الأردنية (1948 - 1967)، وناقش الاتجاهات والمراحل الرئيسة للاحتجاج المقدسي تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى انتفاضة أيار/ مايو في حيّ الشيخ جرّاح عام 2021، مع التركيز على "حملات السيادة" الإسرائيلية والاحتجاج والمقاومة اليومية الفلسطينية.

وأوضح المُحاضر أنّ فهم القدس اليوم لا يمكن تحليله بعمق من دون فهم السياسة الأردنية والفلسطينية في القدس الشرقية منذ عام 1948، مشيراً إلى أنّ المقدسيّين بنوا وطوّروا وقدّموا مساهمات كبيرة في إنشاء عالم حضري يمكن تسميته "القدس الأردنية"، ولا يزال يتمتّع بالقوّة والفاعلية إلى اليوم، حتى عندما يقول الرأي السائد إنّ الاحتلال محاه.

ولفت نصاصرة إلى أنّ الكتاب يسدّ فجوة في الأدبيات حول القدس العربية تحت الحكم الأردني وارتباطاتها بالعالم العربي، من خلال التحقيق في آثار وجود عدد من القنصليات العربية في منطقة الحدود في الشيخ جراح، مع تسليط الضوء أيضاً على المنظّمات والنشاط السياسي الفلسطيني في المدينة، مشيراً إلى أنّه سيجري تحليل المراحل والجوانب الرئيسة لإثبات السياسات الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية ومقاومتها منذ عام 1967 حتى انتفاضة أيار/ مايو 2021، وتسليط الضوء على الروابط مع الأسس والمؤسّسات التي أُنشئت قبل عام 1967.

في هذا السياق، قدّم نصاصرة نموذجاً لأحد فصول الكتاب بعنوان "حدود الأردن والمنطقة الحدودية في القدس: القصة غير المروية للشيخ جراح"، بيّن فيه أهمّية حيّ الشيخ جراح من وجهة نظر المقدسيّين والأردنيّين العاديّين، وموقعه الجيوسياسي وتاريخه وذكرياته والروابط المستمرّة بالحكم الأردني في المدينة، معتبراً أنّه من دون الخوض في تاريخ الشيخ جراح، لا يمكن تحليل حالة الحي في السياق المناسب، إذ إنّ الاحتجاجات الفلسطينية فيه عام 2021 واستمرار ترحيل العائلات منه لا يمكن تقييمهما بالكامل من دون فهم دور الحكم الأردني في المدينة وحدودها.

وعقّب الأكاديمي عصام نصار، أستاذ ورئيس برنامج التاريخ في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، على المحاضرة، مشيراً إلى أنّ أهمّية الكتاب تكمن في تسليط الضوء على التاريخ المجهول للقدس في الفترة الأردنية، خصوصاً في ظلّ شحّ الدراسات حولها. لكنّه تساءل عن شرعية استخدام مصطلح "القدس الأردنية"، وتحفّظ على اعتبار أعيانها أردنيّين لمجرّد حصولهم على الجنسية، داعياً إلى دراسة خصوصية أحياء المدينة المختلفة، وأهمّية المواقع الدينية اليهودية في الصراع عليها، ودور مهجّري القدس الغربية والسلطة الإدارية الأردنية في تشكيلها.

المساهمون