منصور النصاصرة.. تاريخ المقاومة في النقب

منصور النصاصرة.. تاريخ المقاومة في النقب

28 نوفمبر 2021
احتجاجات في النقب ضد مخطط برافر، 2013 (Getty)
+ الخط -

في كتابه "بدو النقب وبئر السبع 100 عام من السياسة والنضال" (2019)، الذي صدرت نسخته العربية بترجمة ساندرا الأشهب، يُشير أستاذ العلوم السياسية والباحث الفلسطيني منصور النصاصرة إلى الوعي السياسي الذي برز بعد "اتفاقية أوسلو" لدى أهالي النقب من خلال تأسيس أحزاب وطنية تهدف إلى مقاومة تهجيرهم تنفيذاً لـ"مخطط برافر" الذي أقرّته "إسرائيل" عام 2013.

ويستعرض المؤلّف السياسات الاستعمارية التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضدّ المنطقة، حيث تمّ بناء سبعة مواقع لتوطين أهلها قسرياً، والسعي نحو تفكيك قبائل النقب وتفتيتها، وسلخها من بداوتها وعروبتها، ثم تمدينها لتهويد الأرض والإنسان.

تُنظّم "مكتبة الأرشيف" و"المركز العربي للأبحاث ودراسات التنمية"، في عمّان، عند السادسة من مساء الخميس، الثاني من الشهر المقبل، حواراً مع النصاصرة حول كتابه الصادر عن "جامعة كولومبيا"، تديره الباحثة نوار ثابث.

الصورة
غلاف الكتاب

ويوضّح بيان المنظّمين أن "نصاصرة يتناول النقاش الدائر حول المجتمع النقباوي في جنوب فلسطين منذ أواخر العهد العثماني، وطبيعة العلاقة بينهم وبين الحكومة العثمانية في إسطنبول، ويقدم فيه فهماً جديداً ونقدياً للحكم الكولونيالي الاستعماري البريطاني في جنوب فلسطين ولعلاقته مع عرب قضاء بئر السبع، عن طريق دراسة تصوّر السلطات الاستعمارية لمنظومة العشائر في هذه المنطقة ومحاولة انخراطها في المنظومة الكولونيالية". 

ويتنبّه الكتاب، أيضاً، إلى الديناميكيات بين الدولة المستعمِرة والمجتمعات العربية في المناطق الحدودية مثل شرق الأردن وسيناء وبئر السبع، كما يقدّم فهماً أوسع للعلاقة ما بين الحكومات الإسرائيلية- والأقلية الفلسطينية داخل الخط الأخضر في سبيل الاعتراف بحقوقها التاريخية منذ اتفاقيات أوسلو حتى اليوم.

في مقاربته لراهن النقب اليوم، يلفت نصاصرة إلى أن مشروع التوطين الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية فشل في قرية "تل السبع"، لكنه نجح جزئياً في قرية "رهط"، على الرغم من انتقال السلطة الرسمية إلى شرطة الاحتلال، التي لا تزال تتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم يشكلون خطراً أمنياً.

يستند الباحث في دراسته إلى السجلّات الأرشيفية العثمانية والبريطانية من أجل استيعاب مئة عام من تاريخ منطقة بئر السبع التي تشهد أكبر عمليات المصادرة للأراضي الفلسطينية منذ عام 1948، والتي تهدف إلى تركيز التواجد الفلسطيني على مساحة تقدر بحوالي 1% من مساحة أراضي النقب فقط، كما يستشرف مستقبل وجودهم في ظلّ مقاومة الأهالي لهذه الانتهاكات التي تترافق مع سياسات التهميش والتضييق على حركتهم من أجل إجبارهم على التنازل عن أرضهم.

المساهمون