"ملخّصات أمّهات التراث" لأيوب أبو دية: مراجع العلوم والطب والصيدلة

28 نوفمبر 2024
يضيء الكتاب كيف انتقل العلماء المسلمين الأوائل من الترجمة إلى البحث
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يركز الباحث أيوب أبو ديّة على السياقات التاريخية للمعارف في التاريخ العربي الإسلامي، من القرن الثامن حتى السادس عشر، وتأثيرها الحضاري، كما يتتبع رموز النهضة العربية منذ القرن الثامن عشر في موسوعته "أعلام الفكر العربي الحديث والمعاصر".

- الإصدار الحديث لأبو ديّة هو الجزء الثاني من موسوعة "ملخّصات أمّهات التراث في العلوم والطب والصيدلة"، التي تلخص جهود العلماء المسلمين في التجريب والتشخيص وتركيب العقاقير، وتضم خلاصة مئة كتاب في مجالات متنوعة.

- الموسوعة، التي حررها همام غصيب، تسلط الضوء على مساهمات رواد مثل حنين بن إسحق وأبو بكر الرازي، وتبرز تطور الفكر الطبي من الترجمة إلى التأليف الأصيل في المشرق والمغرب.

يهتمّ الباحث وأستاذ الفلسفة الأردني أيوب أبو ديّة في عدد من مؤلّفاته بالسياقات التاريخية التي أنتجت المعارف والعلوم في التاريخ العربي الإسلامي، بدءاً من القرن الثامن الميلادي وصولاً إلى نهاية القرن السادس عشر، والأثر الحضاري الذي تركته في العصور اللاحقة.

كما تتبّع أبرز رموز عصر النهضة العربية منذ نهاية القرن الثامن عشر، في محاولة لتسليط لضوء على لحظة فارقة سعى خلالها عدد من الفلاسفة واللغويين والأدباء ومعهم فقهاء إلى استعادة الوعي بالذات والآخر وتأسيس مشروع للبناء والتحديث، تضمّنته موسوعته "أعلام الفكر العربي الحديث والمعاصر"، التي صدرت طبعتها الرابعة عام 2019.

الإصدار الحديث لأبو دية يتمثّل في الجزء الثاني من موسوعة "ملخّصات أمّهات التراث في العلوم والطب والصيدلة" عن وزارة الثقافة الأردنية، التي تعكس اشتغال العلماء المسلمين على التجريب، سواء على صعيد التشخيص السريري أو تركيب العقاقير أو ترسيخ مدونة أخلاقية تتعلّق بممارسة المهنة، ليضاف إلى الجزء الذي نُشر عام 2022 بعنوان "موسوعة ملخصات أمّهات تراثنا"، التي تضمّنت خلاصة مئة كتاب في اللغة والتاريخ والفلسفة وأدب الرحلة وتراجم الأعلام.

تلخّص الموسوعة كلّ كتاب بصفحتين أو ثلاث تغطي جهود كل عالم

الموسوعة في جزأيها من تحرير ومراجعة أستاذ الفيزياء النظرية هُمام غصيب، تعود إلى المساهمات الأولى لروّاد مثل الطبيب حنين بن إسحق (808-873 م)، لتبدأ بمؤلّفه "العشر مقالات في العين"، وفيه شرح مفصّل لعملية الإبصار وتشريح العين، إضافة إلى جهود علماء الإغريق من أمثال جالينوس وأبقراط.

يلخّص أبو دية كلّ كتاب بصفحتين أو ثلاث تغطي خلاصة جهود كل مؤلّف، لجذب انتباه القارئ لمكانة هؤلاء العلماء، والتنوّع المهول في موضوعات البحث لديهم، ومنها كتاب "أخلاق الطبيب" لأبي بكر الرازي، الذي احتوى جملة تعليمات موجزة وبلغة مبسطة بعيداً عن التكلّف تتصل بأمانة الطبيب وكتمانه السر وتطوير علومه وتصحيح أخطاء شائعة في زمانه.

وتضيء الموسوعة كتاب "فردوس الحكمة في الطب" لعلي بن سهل بن ربن الطبري، الذي شكّل أغنى مصدر في وصف الأمراض وذكر علاجاتها على مدى قرون، وكذلك كتاب "الذخيرة في علم الطب" لثابت بن قرة، الذي تخصّص في المعالجة بالأعشاب لعدد كبير من العلل أيضاً، وكذلك تفصيل عمليات جراحية أجراها خلال القرن التاسع الميلادي.

يُلاحظ القارئ كيف حدثت النقلة النوعية من الترجمة والنقل عن علوم اليونان عند العلماء المسلمين الأوائل، إلى نضج في التفكير والبحث قاد إلى وضع مؤلفات أصيلة في المشرق، مثل كتاب "العُمْدة في صناعة الجراحة" لابن القف الكركي (1232-1286م)، الذي ولد في مدينة الكرك ودرس الطب في دمشق، وتناول في مؤلّفه تشريح الأعضاء وتشخيص الأمراض والأورام.

وتستعرض الموسوعة أعمال علماء المغرب، ومنهم ابن الجزار القيرواني، الذي ألّف كتاب "سياسة الصبيان وتدبيرهم" لعلاج أمراض الأطفال في القرن العاشر الميلادي، بالإضافة إلى كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف" لأبو القاسم الزهراوي (936-1013م)، الذي عاش في الأندلس ويعزى إليه القيام بعمليات جراحية غير مسبوقة في عصره.

المساهمون