مكتبة هشام جعيّط.. إلى "بيت الحكمة"

مكتبة هشام جعيّط.. إلى "بيت الحكمة"

10 يوليو 2021
جعيّط في مكتبته
+ الخط -

في بداية الشهر الماضي، رحل المؤرّخ والمفكّر التونسي هشام جعيّط (1935 - 2021)، وقد حظي باحتفاءات متعدّدة تشير إلى أنه شخصية تجتمع حولها النخب التونسية اليوم على الرغم مما عرفه من تهميش في عدّة محطات من حياته، حيث أنه لم يُصدر مؤلّفاته في تونس إلا في ما ندر، وبقي محاصراً في درسه الجامعي قليل الحضور في الفضاء العام.

لعل التكريم الوحيد الذي حظي به جعيّط من الدولة تعيينه مديراً لـ"المجتمع التونسي للآداب والفنون - بيت الحكمة" عاماً بعد الثورة، واستمرّ على رأس المؤسّسة حتى 2015. كانت تلك الخطوة بمثابة مصالحة من الدولة لمؤرّخٍ بقي في الهامش بسبب رفضه تداخل السياسي بالأكاديمي في سنوات حكم زين العابدين بن علي.

كردِّ جميلٍ تجاه مؤسّسة "بيت الحكمة"، أوصى صاحب كتاب "تأسيس الغرب الإسلامي" بأن تسلّم محتويات مكتبته إليها، وهو ما جرى الإعلان عنه مؤخراً في بيان للمجمع.

نقرأ من البيان: "تدعّمت مكتبة المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون - بيت الحكمة في السنوات الأخيرة بعديد المؤلّفات ذات العلاقة بالأجناس المعرفيّة المختلفة بفضل إهداءات نخبة من العلماء والمفكرين والمبدعين إيماناً منهم برمزيّة ومكانة المجمع العلميّة، وفي هذا السياق تسلّمت إدارة بيت الحكمة مكتبة الفقيد والمؤرّخ هشام جعيّط، وتجدر الإشارة إلى أنّ المجمع قد أطلق اسم الراحل على جناح من أجنحة مقرّه تكريماً لروحه وتثمينا لمسيرته العلميّة".

يمكن القول أن هذه الخطوة تؤكّد على تجذّر تقليد إهداء المكتبات من المثقّفين البارزين إلى مؤسّسات عمومية، ومن أبرز هذه المبادرات وصية الناشر الحبيب اللمسي بتسليم مكتبته إلى "دار الكتب الوطنية"، وتكمن أهمية هذه الخطوة في كون اللمسي اشتغل لسنوات على تجميع ميراث مثقّفي القرن العشرين. كما يمكن أن نسجّل مبادرة الروائي عبد الواحد براهم بتسليم الكتب التي يملكها إلى "مكتبة بنزرت" وهو لا يزل على قيد الحياة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون