"معرض نورشوبينغ للكتاب": أيام للثقافات المشرقية في السويد
استمع إلى الملخص
- يُعد المعرض خطوة نحو تعاونات مستقبلية، حيث يحتفل "المرصد الآشوري" بذكرى تأسيسه العاشرة، ويهدف ليكون جسر تواصل بين الثقافات المشرقية والسويدية، مع خطط لدورات مستقبلية.
- يتضمن البرنامج ندوات ومحاضرات وأفلاماً وثائقية وأمسيات موسيقية، ويهدف لتعزيز التواصل بين الجاليات المشرقية والتصدي لخطاب الكراهية.
تحت عنوان "جسر بين الثقافات"، تُقام في قاعة "الجمعية الآشورية" بمدينة نورشوبينغ السويدية (136 كم جنوب غرب العاصمة استوكهولم)، بين التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري ومطلع الشهر المُقبل، فعاليات الدورة الأُولى من "معرض نورشوبينغ للكتاب"، بتنظيم من "المرصد الآشوري لحقوق الإنسان"، بالتعاون مع "جمعية الناشرين العرب" في السويد، و"صفحات: ناشرون وموزّعون".
وضمن هذا الإطار، تحدّثت "العربي الجديد" مع المدير التنفيذي للمرصد جميل دياربكرلي، والذي لفَت في حديثه، بدايةً، إلى هدف المعرض "المتمثّل في توفير فضاء ثقافي أدبي يجمع شمل الجاليات المشرقية المتنوّعة في المدينة والمُقاطعة، والتي تتجاوز أعدادها ثلاثين ألف شخص"، وتابع: "يوفّر المعرض فرصة للقاء الكُتّاب والمؤلّفين والناشرين العرب والآشوريّين والسويديّين وغيرهم من مكوّنات منطقتنا، والاطّلاع على أحدث الإصدارات الأدبية والثقافية، كما أنّه محاولة للإسهام في تعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الثقافات المختلفة".
يرى منظّمو المعرض أنّه خطوة أولى لتعاونات وفعاليات مقبلة
وتوسّع دياربكرلي في الحديث عن فكرة المعرض، وإن كان هناك أيّ تجربة سابقة لمثل هذه التظاهرة: "هذا العام نحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيس 'المرصد الآشوري لحقوق الإنسان'. وخلاله كنّا نفكّر في إقامة عدد من النشاطات والفعاليات المميّزة ومنها معرض للكتاب، ومن خلال اللقاء بمؤسّس 'صفحات: ناشرون وموزّعون'، يزن يعقوب، بدأت فكرة معرض الكتاب تتبلور أكثر، ثمّ أخذت تتوسّع بانضمام 'جمعية الناشرين العرب' في السويد وعدد من دور النشر والمؤسّسات الشريكة".
ووفقاً لدياربكرلي، يركّز المعرض على عرض الكتب باللغات المختلفة في المنطقة، مثل العربية والسريانية وغيرها. ويسعى أيضاً ليكون جسر تواصل بين الثقافات المشرقية والثقافة السويدية. يضيف في حديثه إلى "العربي الجديد": "نحن نرى أنّ هذه الخطوة ستكون بداية لمشوار طويل تليه معارض أُخرى تركّز على هذه الجوانب، وبالفعل نحن نحضّر منذ الآن للدورة الثانية للمعرض"، ويُردف: "تهتمّ إدارة المعرض بنوعية الكتُب المعروضة التي يجب أن تُقدّم فكراً قيّماً للزوّار، من دون أن يُستعمل الكتاب منصّةً للهجوم على أحد، بالإضافة إلى ذلك نحن لا نضع شروطاً على أيّ موضوع يُطرح شرط الالتزام بالطريقة الصحيحة من دون التهجم على أحد، انطلاقاً من مبدأ: تنتهي حرّيتك عندما تبدأ حرّية الآخرين".
ووقفت "العربي الجديد"، مع دياربكرلي، على حضور الكتاب العربي في المدينة السويدية، وأبرز التحدّيات والمعيقات التي تواجه تنفيذ مثل هذه المشاريع واستمراريتها، حيث أوضح أنّ المعرض هو الأوّل من نوعه في هذه المقاطعة السويدية، ومن ثم "لن نستطيع أن نكون دقيقين في الإجابة عن هذا السؤال. وحدها أيام المعرض ستُعطينا صورة واضحة. وبالرغم من ضُعف حالة القراءة لدى مجتمعاتنا المشرقية بشكل عام، ناهيك عن موضوع الكتاب الورقي وضعف انتشاره على حساب ما هو إلكتروني، إلّا أنّ خطوتنا هذه ستلعب دوراً في تشجيع هذه القضايا أوّلاً، ومن هنا نتوقّع إقبالاً جيّداً على المعرض، رغم أنّ عامل الوقت ليس لصالحنا، كوننا بدأنا بوقت قصير بالتحضير لهذه الفكرة".
لكن، في المقابل، شهدت السويد الشهر الماضي إقامة معرض عربي للكتاب، كما تشهد نهاية الشهر الجاري تنظيم معرض آخر في استوكهولم، الأمر الذي يُعطي انطباعاً بـ"الوفرة"، ربّما، لكنّها تحتاج إلى تنظيم. وحول ذلك يقول المتحدّث: "من المهمّ التنسيق بين مُنظِّمي هذه المعارض وإداراتها، فعدم التنسيق والتعاون بينهم ليس بالأمر الخفيّ، ونحن نسعى كـ'مرصد آشوري لحقوق الإنسان' لأن نقوم بمبادرة من شأنها التنسيق بين إدارات معارض الكتاب العربي والعمل على التعاون في ما بينها. أمّا بخصوص انتشار المعارض في المدن السويدية، فمن الضروري أيضاً نقلُ هذه التجربة (معرض الكتاب العربي) لكل المناطق السويدية، ولكن بطريقة مدروسة ومنظّمة، لكي نُعطي صورة واضحة وجليّة عن ثقافتنا وآدابنا، بدلَ أن تتحوّل المعارض إلى ساحة منافسة غير بنّاءة بين المؤسّسات الناشرة والموزِّعة للكتب".
ويختم جميل دياربكرلي: "تأتي فرادة هذا المعرض من كونه معرضاً للكتاب العربي والسرياني والكردي والتركي وكلّ لغات الشرق، لا لواحد منها، ونحن بصدد تعميم تجربة المعرض المشرقي في الكثير من المناطق والدول، لأنّنا ننتمي إلى منطقة الشرق الأوسط المعروفة بتنوّعها العِرقي والديني والثقافي واللغوي. لذا من الضروري العمل على إظهار هذه السمة المُميّزة. وفي الوقت ذاته، نحن بحاجة كجاليات مشرقية في بلاد الانتشار لمدّ جسور التواصل في ما بيننا والتعاون معاً للتصدّي لموجة خطاب الكراهية المُمارَسة ضدّنا بالعموم في الغرب، وغيرها من حملات التشهير المغرضة. وبرأيي، فإنّ الكتاب والمعرض في نورشوبينغ وسيلة من وسائل التواصل في ما بيننا".
يتضمّن البرنامج الثقافي للمعرض ندوات ومحاضرات، وأفلاماً وثائقية، وأمسيات موسيقية، إلى جانب جلسات توقيع عددٍ من الكتب؛ من بينها: "حين الوقت شهوته الأخيرة" لحنا حيمو، ورواية باللغة السويدية للكاتب نفسه بعنوان "BREV" (رسائل)، ومجموعة "حكايا الملح" للشاعر العراقي حسين مناتي، وكتابان باللغة الكردية للباحث إبراهيم إبراهيم: "توظيف التاريخ الكردي في شعر جكرخوين" و"الكرد وديارهم في كتاب صورة الأرض لابن حوقل"، وروايتان للكاتب السوري منصور المنصور: "أحقاد رجل مرهوب الجانب" و"الحرب تشرب الشاي في المقهى"، وكتاب "من حنّا إلى آنا: رحلة البحث عن الهوية" للكاتبة الآشورية السويدية آنا ماله.