معرض لعالم الميمز.. من الشهرة الرقمية إلى التأثير الثقافي
استمع إلى الملخص
- يسلط المعرض الضوء على التوتر بين الوسائط الرقمية المؤقتة والأشكال الفنية الدائمة، من خلال أعمال مثل "بيانات دائمة" و"الجيدي الأخير"، مستكشفاً الحدود بين الارتباط العاطفي والاعتماد التكنولوجي.
- يهدف المعرض إلى تحفيز الزوار على إعادة التفكير في تأثير الميمز كأدوات أيديولوجية، ويطرح تساؤلات حول صناعة الثقافة وانتشار الأفكار في الحياة الرقمية.
يستكشف متحف مجلس الإعلام في جامعة نورثويسترن في قطر عالم الميمز عبر مفهوم القياس، في معرضه العاشر بعنوان «ميميميم»، الذي يُفتتح في 1 سبتمبر/أيلول ويستمر حتى 4 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
يتناول المعرض كيف أصبحت الميمز الرقمية مؤشرات ثقافية، ورموزاً مختصرة للمشاعر، وأدوات للتعليق السياسي تؤثّر في الوعي المعاصر. ومن خلال أربعة محاور مترابطة، هي: الثقل، الطول، الوقت، والحجم، يستعرض المعرض كيفية انتشار هذه الوحدات الصغيرة والمؤثرة من الثقافة، وكيف تتحوّل وتقيس أفكارنا الجمعية.
يأتي المعرض بتنظيم قيّم الفن والإعلام والتكنولوجيا في المتحف جاك توماس تايلور، والقيّمة الفنية آمال زياد علي، ويضم أعمالاً لفنانين من قطر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وكوريا الجنوبية، وغيرها.
وقال مروان الكريدي، عِميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي: "يأخذ معرض "ميميميم" شيئاً نصادفه يومياً، وهو الميمز، ويدعونا إلى النظر بعمق في كيفية تشكيلها طريقةَ تفكيرنا وتواصلنا بعضنا مع بعض. إن المعرض لغة لحوار نقدي حول الثقافة الرقمية، إذ يجمع بين الأصوات العالمية والإقليمية، ويوسّع فهمنا للقوى التي تشكّل العالم الرقمي".
من أبرز الأعمال المعروضة: عمل "بيانات دائمة" (2020) للفنان الهولندي جيروين فان لون، وهو عبارة عن كابل من الألياف الضوئية يبلغ طوله 12 كيلومتراً، طُبعت عليه كامل نسخة "طبعة غوتنبرغ"، بالإضافة إلى آلاف التعليقات المعاصرة على يوتيوب حول فقدان البيانات والتشتت الرقمي. هذا العمل يشكّل دعوة قوية للتأمّل في ما يمكن أن يبقى في ظل الفوضى الرقمية.
تتنوع الموضوعات بين الولاء الرقمي وهشاشة حفظ البيانات
كما يُعرض عمل "الجيدي الأخير" (2013) للفنان السعودي عبدالله الجهضمي، الذي يجسّد قدرة الميمز على تجاوز أصولها الرقمية العابرة لتكتسب حياة ثقافية جديدة.
وفي عمل "ويلي ونكا الساخر" (2020)، تُعيد الفنانة الأميركية كريستين تيين وانغ تخيّل ميم شهير وتحويله إلى لوحة أكريليك ضخمة، لطرح التوتر القائم بين الوسائط الرقمية المؤقتة والأشكال الفنية الدائمة.
ويقدّم الثنائي الفني إيفا وفرانكو ماتيس عمل "رومبا كات" (2023)، وهو انعكاس ساخر ومؤثر للحدود متزايدة الغموض بين الارتباط العاطفي والاعتماد التكنولوجي.
وقال القيّم الفني جاك توماس تايلور: "يدعو معرض ميميميم الزوّار إلى إعادة التفكير في ما نعتبره تواصلاً مؤثراً. فالميمز هي أفكار ثقافية تتشكّل من خلال الجغرافيا، واللغة، والسياسة، والصدمة، والفرح، والتجارب المشتركة. إنها ليست مجرد تسلية؛ بل هي دليل على كيفية تواصلنا، ونقدنا، وبناء هويتنا في العصر الرقمي".
وتتضمن الأعمال التي جرى تكليفها خصيصاً للمعرض فنانين مثل آليا ليوناردي، وأندرياس ريفسغارد، وآن هوريل، وإيمان مكي، وماورو سي. مارتينيز، وأورخان محمدوف، وسيو هيو-جونغ، وتتنوّع موضوعاتها بين الولاء الرقمي وهشاشة حفظ البيانات. وتتساءل هذه الأعمال مجتمعة عن كيفية عمل الميمز بوصفها أدوات أيديولوجية تُشارك، وتُعدَّل، وتُعاد صياغتها للتواصل، والنقد، والتعبير عن المعارضة، والتضامن، والسخرية من السلطة، والتأثير في الهوية والوعي الجمعي.
وبدورها، تضيف القيّمة الفنية آمال زياد علي: "من خلال إدخال الميمز إلى مساحة المتحف، فإننا لا نحتفي بثقافة شعبية فحسب، بل نطرح سؤالاً مهماً: من الذي يصنع الثقافة؟ وكيف تنتشر الأفكار في حياتنا الرقمية؟" وتواصل قائلة إن "المعرض يتحدّى الزوّار للتأمل في الآليات الخفية للميمز، ويكشف عن كيفية انتشارها أو ثباتها أو زوالها".
يُذكر أن متحف مجلس الإعلام في جامعة نورثويسترن في قطر هو أول متحف جامعي متخصص في استكشاف الصحافة والاتصال والإعلام في العالم العربي، ويقدّم في هذا السياق تجارب تواجه السرديات التقليدية.