معرض حسن فتحي.. استعادة فلسفته المعمارية

معرض حسن فتحي.. استعادة فلسفته المعمارية

06 فبراير 2021
(جسن فتحي، 1900 - 1989)
+ الخط -

في كلّ استعادة لتجربة حسن فتحي، تتراجع أهمية الحديث عن عدم استدامة مشاريعه لأسباب عديدة، أهمّها خارجة عن إرداته وقدراته، وتتعلّق بإقصاء الجهاز البيرقرواطي وشركات المقاولات لأفكاره، وعدم استيعابها من قبل عامة الناس، وثانيها يتصل بثغرات تقنية وفنية في بعص تصاميمه.

امتلك المعماري المصري (1900 – 1989) رؤية أصيلة تستند إلى الفصل بين التحديث والتغريب في عمارة مخصّصة للفقراء، واختار لها قرى وأماكن بعيدة عن الانحطاط والسقوط الأخلاقي والحضاري لتنفيذ فكرته قبل "أن تؤدي النقود والصناعة والجشع والتكبّر إلى فصم المعمار عن جذوره الحقيقية في الطبيعة"، بحسب قوله.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

"حسن فتحي.. ضدّ التيار" عنوان المعرض الذي افتتح مساء الجمعة الفائت في "البيت العربي" بمدريد، ويتواصل حتى السادس عشر من أيار/ مايو المقبل، ويحتوي مخطّطات أبرز تصميماته وصوراً فوتوغرافية ومجسمات لها، إلى جانب مؤلفاته.

يشير بيان المنظّمين إلى أن فتحي "أحد أكثر الشخصيات إثارة في تاريخ العمارة المعاصرة"، حيث لاحظ الخصائص المعروفة للطين والرمال المجفّفة في الشمس، والمختلطة بالقش كمواد بناء رخيصة توفر عزلاً حرارياً؛ وهو تقليد يعود استخدامه في المناطق الصحراوية إلى قرون طويلة حيث توجد اختلافات قوية في درجات الحرارة بين النهار والليل.

كما يوضّح المعرض أنه كان عالماً ورساماً وشاعراً ومفكراً ومثقفاً عاش أهم اللحظات في مصر في القرن العشرين، وأنه "عارض الكولونيالية الجديدة التي تحاول تنميط الثقافة المصرية وفقًا لمخطط عولمي. ومن خلال فلسفته المعمارية عاد إلى الجذور، ملتفتاً إلى تعاليم الفلاح التقليدي وتقاليد أهل النوبة حيث كانوا يستخدمون القباب والأقواس والأقبية المائلة، ولا  يزالون من غير حاجة إلى هياكل إسمنتية كما كان يفعل أسلافهم قديماً".

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يجمع المعرض، الذي أشرف عليه خوسيه تونو مارتينيز، تصميمات ونماذج وصور فوتوغرافية لأعمال حسن فتحي الرمزية، بالإضافة إلى مفرداته المعمارية، حيث تم إيلاء اهتمام خاص لمشروع القرنة الجديدة في الأقصر (1945-1949) والذي جلب له شهرة عالمية.

استعيرت النماذج المعروضة من عدّة جهات منها "مكتبة صندوق الآغا خان للثقافة"، ومكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، و"المعهد المصري للدراسات الإسلامية" بمدريد، حيث يُعرض كتابه "عمارة الفقراء" الذي يفصّل فلسفته في العمارة التقليدية وفكرة البناء التشاركي، والصعوبات التي واجهت مشروع "القرنة الجديدة".

كما يلفت المعرض إلى أن أعمال فتحي ألهمت العديد من الفنانين والمعماريين، مثل المصوّرة والمخرجة البريطانية هانا كولينز (1956)، التي أعدت أغنية له، والفنان المصري الأرميني شانت أفيديسيان (1951-2018) الذي عمل معه على مدار عشر سنوات.
 

المساهمون