مرثية طفل شهيد

27 نوفمبر 2024
ماجد شلا/ فلسطين
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يرسم الشاعر صورة مؤثرة لغزال قبل الرصاصة، حيث كان يطير بلا جناح ويحب السنابل بجنون، ويغمره الشعر عند رؤية الخضرة وزرقة النبع، ويتميز بلطف النرجس ووجه التفاح ويدين من الورد.
- يعبر الشاعر عن الحزن العميق لفقدان الغزال، الذي كان يمتلك قلبًا كالبحر الصغير، يئن ويثور، ويُرى كخيال وواقع في آن واحد، ملتبسًا كالرذاذ البعيد.
- في النهاية، يتحول الحزن إلى فرح، حيث يرسم الشاعر شاهدة فوق جثة أفعى، ويزغرد ملء الرياح، ليسمع ضحك الطفل في رمسه، ويضحك بعد البكاء الطويل.

في البدايةِ
أرسمُ شاهدةً
فوق قبر غزال
ثم أبكي عليه
فقد كان قبل الرصاصةِ
مختلفاً عن سواهْ
يطير إذا شاء دون جناحْ
يحبّ السنابل حتى الجنونْ
يُغمغم بالشعرْ
حين يرى الاخضرار
ولو في خيال الغمامْ
وحين يرى زرقةً
على النبعِ
أو في احمرار المساءْ
له لفتة البرقِ
يبتلّ من مطر
لا يزال كميناً في السحابْ
له لطف نرجسةٍ
يتأود
عند الورود إلى الماءِ
صبحاً
وعند الصدور إلى الرملِ
وقت المساءْ
له قبس بين جفنيهِ
يُبصر ما لا تراه البصيرةُ
في الشجر المختفي
في هسيس الكلامْ
له وجه تفاحةٍ
ويدان من الوردِ
والقلبُ بحر صغيرْ
يئنُّ 
يثورْ
كأنّ به مسّ داليةٍ
أو غديرْ
تراه عياناً
تراه خيالاً
هو الواحد المتعدّدُ
مُلتبسٌ
كالرذاذ البعيدْ

في النهايةِ
أرسم شاهدةً
فوق حفرةِ ليل
تحمل جثّة أفعى
ثم أزغرد
ملء الرياحْ
فأسمع ضحك الطفل
في رمسه
مثل شمسْ
وحينئذ أضحك
بعد البكاء المديد.


* شاعر من المغرب 

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون