"مدن غير مرئية": تونس وإسبانيا في العصور القديمة المتأخرة

13 فبراير 2025
مجسّم لمدينة قرطاج الرومانية في تونس، من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يُفتتح في "المعهد الوطني للتراث" بتونس معرض علمي بعنوان "مدن غير مرئية"، يستعرض تطور مدن جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال أفريقيا بين 300 و800 ميلادية، باستخدام مجسمات وفيديوهات ثلاثية الأبعاد.
- يهدف المعرض، الذي ينظمه مشروع "أطلس" بالتعاون مع مؤسسات بحثية من تونس وإسبانيا وألمانيا وفرنسا، إلى تعميق الفهم التاريخي للمدن المتأخرة عبر مقارنة دقيقة للمصادر الأثرية والكتابية.
- يستعيد المعرض مواقع أثرية في إسبانيا وتونس، ويقدم إعادة بناء مثالية لمبانٍ مدمرة، مستلهماً من ممارسات عصر النهضة الإيطالية.

يُفتتح الأربعاء المقبل في "المعهد الوطني للتراث" بتونس العاصمة معرض علمي بعنوان "مدن غير مرئية أو فن ترميم الآثار المخفية.. مدن العصور القديمة المتأخرة في جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية وشمال أفريقيا؛ 300 - 800 ميلادية"، الذي يتواصل حتى التاسع عشر من آذار/ مارس المقبل.

يحتوي المعرض على مجسمات ومقاطع فيديو مصورة بتقنية ثلاثي الأبعاد، ترصد التطور في مدن جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، ومدينتي مكثر وقرطاج في تونس، خلال خمسة قرون أُهمِلَت تاريخياً باعتبارها مرحلة انحطاط وخراب، أصاب الإمبراطورية الرومانية الغربية في تلك الحقبة.

وتوضّح النماذج المعروضة كيف تعرّضت هذه المدن التي كانت خاضعة لروما آنذاك، لتهميش مقارنة بمدن الإمبراطورية التي تقع في الشمال، وبذلك أصبحت مدناً "غير مرئية" واختفت من الذاكرة الجماعية، ولم تجرِ محاولات جادة لتوثيق تاريخها، ومن هذه الفكرة اقتبس عنوان المعرض.

يحتوي المعرض على مجسمات ومقاطع فيديو مصورة بتقنية ثلاثي الأبعاد

المعرض الذي ينظّمه مشروع البحث "أطلس"، يضم أربع مؤسسات بحثية هي: "المعهد الوطني للتراث" بتونس و"كازا دي فيلاسكيز" بإسبانيا و"جامعة هامبورغ" بألمانيا و"جامعة لاروشال" بفرنسا، ويهدف إلى تعميق التفكير التاريخي في المدن المتأخرة في شمال أفريقيا وجنوب إسبانيا، من خلال مقارنة تعتمد على جرد دقيق للمصادر الأثرية والكتابية والأدبية، بالإضافة إلى استخدام أدوات عصرية لاستعادة معالم تلك الحقبة.

وصمّمت الأعمال المعروضة عبر اقتراح إعادة بناء مثالية لمبنى مدمر لا تزال المعرفة بتاريخه جزئية خلال العصرين الوندالي والبيزنطي، في سعي لتقليد ممارسة قديمة شهدها عصر النهضة الإيطالية، حيث استعاد الفنانون والمعماريون صورة مدينة روما عبر تخيّل التفاصيل التي ظلّت مجهولة بالنسبة إليهم.

مجسم لمدينة ميريدا في جنوب إسبانيا، من المعرض
مجسم لمدينة ميريدا في جنوب إسبانيا، من المعرض

يستعيد المعرض مواقع أثرية في إسبانيا مثل منطقة ميريدا عاصمة منطقة إكستريمادورا في غرب البلاد، التي أنشئت على يد الرومان في القرن الأول قبل الميلاد، وتشمل بقايا المدينة القديمة المسرح الروماني وأجزاءً من جسور وأسوار، وكذلك موقع كنيسة سيلا ديل بابا.

أما في تونس، فيضمّ المعرض مجسّمات لمعالم في مدينة مكثر (مكتريس) وتقع على بعد 160 كيلومتراً من قرطاج، ومنها كنيسة بُنيت في الفترة الرومانية ونصب أثري يطلق عليه "الحوض"، ومعالم من مدينة قرطاج نفسها.

ويتضمّن برنامج افتتاح المعرض تقديم أوراق لباحثين في التاريخ الوندالي والبيزنطي، وهم: الطاهر غالية من تونس وآنا ليوني من بريطانيا وستيفان أدرينالو من ألمانيا.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون