مخلوف بوكروح: المسرح الجزائري في 60 عاماً وأكثر

11 يناير 2025
من مسرحية "احمرار الفجر" (1969) لمصطفى كاتب
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد استقلال الجزائر في 1962، تم تأميم "دار الأوبرا" وتحويلها إلى "المسرح الوطني الجزائري"، مع إنشاء "معهد الفنون الدرامية"، تحت إدارة مصطفى كاتب، لتصبح مركزًا للإبداع المسرحي الجزائري.

- استعرض مخلوف بوكروح في ندوة تاريخ المسرح الجزائري، مشيرًا إلى دور "فرقة جبهة التحرير الوطني" في تدويل القضية الجزائرية وإسهامها في الحركة المسرحية، مع التركيز على استخدام العناصر الثقافية المحلية.

- تأميم "أوبرا الجزائر" في 1963 كان خطوة لتعزيز الثقافة الوطنية، حيث أُنشئت في الأصل بمرسوم نابوليون الثالث وافتتحت في 1853، لتصبح رمزًا للإبداع المسرحي الجزائري.

كانت "دار الأوبرا" في ساحة بور سعيد بالجزائر العاصمة أوّلَ مؤسّسة تُؤمّمها الجزائر بعد استقلالها في يوليو/ تمّوز 1962، وكان ذلك بمقتضى مرسوم صدر في الثامن من كانون الثاني/ يناير 1963، وتضمّن تحويلها إلى "مؤسّسة المسرح الوطني الجزائري"، إضافةً إلى إنشاء "معهد الفنون الدرامية" في برج الكيفان بالعاصمة.

عُهد إلى المسرحي البارز مصطفى كاتب (1920 - 1989)، بإدارة المسرح (والمعهد أيضاً) الذي ستتشكّل نواتُه الأُولى من "الفرقة الفنّية لجبهة التحرير الوطني" التي تأسّست في تونس في آذار/ مارس 1958؛ حيث أعادت، خلال السنوات الأُولى، تقديم العروض التي سبق أن قدّمتها خلال الثورة التحريرية، قبل أن تنفتح المؤسّسة على تجارب مسرحية جديدة.

هذه المحطّات استعادها الأكاديمي والناقد المسرحي مخلوف بوكروح في ندوة بعنوان "المسرح الجزائري: ستّون عاماً من الإبداع الفنّي والتحدّيات"، قدّمها، الأربعاء الماضي، في "المسرح الوطني" لمناسبة ذكرى تأسيسه الثانية والستّين، وتوقّف خلالها عند تاريخ الحركة المسرحية الجزائرية قبل الاستقلال وبعده.

قدّم "علالو" أوّل مسرحية جزائرية بالعربية الفُصحى عام 1926

اعتبر بوكروح، الذي أدار "المسرح الوطني" بين عامَي 1993 و1994، أنّ "المسرح الجزائري يستمدّ ثورته من الظروف التي عاشتها الشعب الجزائري خلال الفترة الاستعمارية؛ حيث كان الجزائريون بحاجةٍ إلى النظر في واقعهم من زاوية مختلفة ترتكز على السخرية"، مستشهداً، في هذا السياق، بمسرحية "جحّا"، التي قدّمها علي سلالي (1902 - 1992)، المعروف بِاسم علالو، عام 1926، وكانت أوّل مسرحية جزائرية باللغة العربية الفصحى.

وذكر المتحدّث أنّ "فرقة جبهة التحرير الوطني" أسهمت في "تدويل قضية الجزائر التي كانت في حالة حرب، وفي إنجاح الحركة المسرحية الجزائرية؛ حيث فازت بجوائز عديدة في تظاهرات ثقافية دولية قبل الاستقلال وبعده"، مُضيفاً أنّ المسرح الجزائري ظلّ يتجدّد باستمرار، من خلال استخدام العناصر الثقافية المحلّية، مثل الراوي والحكواتي، لخلق شكل مسرحي متقَن.

من ناحية أُخرى، قال مخلوف بوكروح إنّ تأميم "أوبرا الجزائر العاصمة" في كانون الثاني/ يناير 1963 وتأسيس "المسرح الوطني الجزائري" ليُصبح أوّل مؤسّسة ثقافية تُدرَج رسمياً في نصوص قانون الجزائر المستقلّة، كان استمراراً لحركة المسرح الجزائري.

يُذكَر أنّ "دار الأوبرا" أُنشئت بناءً على مرسوم لنابوليون الثالث، وشُرع في تشييدها، وفق النمط الباروكي الجديد، في أيار/ مايو 1850، تحت إشراف المهندسَين المعماريَّين تشارلز فريديريك شاسيريو وجوستن بونسارد، لتُفتتح في 26 أيلول/ سبتمبر 1853 وتُعرَض فيها أوّل مسرحية بعنوان "الجزائر 1830 - 1853". أمّا أوّل مسرحيةٍ جزائرية عُرضت فيها فكانت سنة 1893، بعنوان "سرّ لسانه" وقدّمها عددٌ من قدماء ثانويات الجزائر العاصمة. وفي 16 نيسان/ أبريل 2000، أُعيد افتتاح المؤسّسة وأُطلق عليها اسم المسرحي البارز محيي الدين بشطارزي (1897 - 1986).

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون