محمد روحي الخالدي.. تحقيق الأعمال الكاملة

محمد روحي الخالدي.. تحقيق الأعمال الكاملة

06 أكتوبر 2021
محمد روحي الخالدي المقدسي (1864-1913)
+ الخط -

تنبّه الكاتب والسياسي الفلسطيني محمد روحي الخالدي (1864 – 1913) إلى أطماع الصهيونية في فلسطين، كما توضّح مخطوطته "المسألة الصهيونية" التي حفظت في أوراقه الشخصية ومؤلّفاته في أرشيف المكتبة الخالدية في مدينة القدس، رغم أنه رحل قبل إعلان وعد ببلفور بأربع سنوات.

خلاصةٌ وصل إليها بعد جهد بحثي وعمل سياسي دؤوب، وهو الذي يُعَدّ من روّاد النهصة العربية، حيث درس العلوم الشرعية واللغة العربية وآدابها، ثم درس العلوم السياسية في "جامعة السوربون" بباريس، وعمل قنصلاً للدولة العثمانية في فرنسا، كما انتُخب لدورتين متتاليتين عضواً في مجلس النواب العثماني ممثلّاً عن القدس بعد إعلان دستور 1908. 

يضيء هذه التجربةَ كتابُ "محمد روحي الخالدي المقدسي (1864-1913): كتبه ومقالاته ومنتخبات من مخطوطاته" الذي صدر حديثاً عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" و"المكتبة الخالدية" بتقديم وتحرير مريم سعيد العلي، ويضمّ أعماله محقّقة كاملة.

يشمل الكتاب خمسة من مؤلّفاته يُعاد نشرها اعتماداً على طبعاتها الأولى، وجميع مقالاته

يشمل المجلد الأول خمسة من كتبه يُعاد نشرها اعتماداً على طبعاتها التي صدرت أوائل القرن الماضي، وفي المجلد الثاني مقالاته، وجُلّها كان نُشِرَ في "الهلال" المصرية، مع مجموعة مقالات "العالم الإسلامي (3)" التي نشرتها جريدة "طرابلس الشام" اللبنانية ويُعاد نشرها في هذا الكتاب لأوّل مرة. 

إلى جانب المقالات، يضمّ المجلد الثاني منتخبات من مخطوطات للخالدي تُنشر اعتماداً على نسخها المحفوظة في المكتبة الخالدية في القدس الشريف، منها "باريس"، و"الديون العمومية العثمانية"، و"رحلة المقدسي إلى جزيرة الأندلس"، مع مخطوط "علم الألسنة" المحفوظ في بيروت، كما تتصدّر الكتاب مقدّمة توثيقية لسيرة الخالدي ومجمل أعماله من الأقدم إلى الأحدث، مع مدخل تمهيدي يستخلص أفكاره ويستطلع شخصيته التأليفية ويبرزها في سياقها الثقافي النهضوي التنويري.

الصورة
غلاف الكتاب

يحتوي القسم الأول كتابه "رسالة في سرعة انتشار الدين المحمدي وفي أقسام العالم الإسلامي"، الذي يقدّم فيه نظرة تفصيلية حول واقع الإسلام من أقصى الشرق الآسيوي إلى أقصى الغرب الأفريقي منذ بدايات انتشاره حتى مطلع القرن العشرين، وكتابه "المقدمة في المسألة الشرقية منذ نشأتها الأولى إلى الربع الثاني من القرن الثامن عشر" الذي يبيّن تاريخ العلاقات العثمانية الأوروبية منذ دخول الأتراك الإسلام وصولاً إلى تحالف القوى الأوروبية ضدّ العثمانيين حتى إضعافهم.

كما يضمّ الكتاب "تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوكو"، الذي يقدّم معرفة وافية بالكاتب الفرنسي (1802 – 1885) وأعماله الشعرية وتجربته السياسية، كما يعقد مقارنة بين الأدبين العربي والأوروبي وما اقتسبه الأوربيون من قواعد الشعر وفنون القصّ لدى العرب، وكتابه أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة أصدق تاريخ لأعظم انقلاب" الذي يفتتحه بالتنظير حول الاستبداد الذي بسببه وقع الانقلاب ضدّ السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1908، محللاً واقع الححكم على مدار ولاية عدد من السلاطين والتراجع عن الإصلاح بعد انتخاب برلمان ثم تعطيله عام 1878.

أما كتاب "الكيمياء عند العرب"، فيستعرض إنجازات جابر بن حيان وأبو بكر الرازي والفارابي والكندي وابن سينا والجلدكي وغيرهم، وكيف تُرجمت مخطوطاتهم في الغرب على يد روجر باكون وليونار تورنايسر، وتأثير العرب في تطوّر النظرة إلى المعادن وتركيباتها الكيمائية.
 

المساهمون