مارينا أبراموفيتش.. رقص مع الألم

مارينا أبراموفيتش.. رقص مع الألم

16 ديسمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تستكشف الفنانة الصربية مارينا أبراموفيتش (1946) في أعمالها على مدار أكثر من أربعة عقود مفاهيم تتعلّق بفن الجسد، وإمكانيات الجسد وحدود العقل، والفن النسوي، والعلاقة بين المؤدي والجمهور، والحالات المتطرفة للوعي وعلاقتها بالفضاء المعماري.

تتنوّع اهتماماتها بين فن الأداء والكتابة وصناعة الأفلام، بدأت حياتها المهنية بسلسلة من العروض بعنوان "إيقاعات"، والتي استخدمت خلالها عشرين سكيناً حاداً وجهازي تسجيل، وقامت بجرح نفسها بعشرين ضربة وتسجيلها، حيث أعادت الاستماع إلى التسجيل أكثر من مرة، في محاولة للإحساس بالألم وصوت الطعنة بطريقة يتوازى فيها الماضي والحاضر.

تعرض أعمال جديدة لأبراموفيتش في قاعة "كولنغاي" بلندن في معرض "أعمال متواضعة" الذي افتتح في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، ويتواصل حتى الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المقبل، بمشاركة كلّ من الفنانين نيكو فاسيلاري وفيودور بافلوف-أندريفيتش.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

تشارك الفنانة الصربية بعمل تركيب وصور فوتوغرافية وفيلم فيديو إلى جوار لوحات تاريخية وأشياء اختارتها بنفسها، في محاولة لإبراز الخيوط التاريخية الفنية التي تربط الأشياء من فترات زمنية وفئات مختلفة، وتجميعها معاً بطريقة تؤدي إلى تجاور واكتشافات مثيرة.

تمثّل أعمال مارينا شكلاً من أشكال الاستجابة مع تلك الأعمال الفنية القديمة من أجل إنشاء حوار بينهما تحفّز الزائر على التفاعل معهما والتفكير بالفارق الزمني والتغيرات النفسية والجمالية بين القديم والجديد، مثلما تفعل في عملها "نيغاتيف صورة بجمجمة ضاحكة" (2019) التي نفذتها من مادة الكوريان الصلبة وهيكل من الألمنيوم وشاشة ليد.

الأعمال المقدمة أتت كحوار مع لوحة "الراهبة جيرونيما دي لا فويت" التي رسمها الفنان الإسباني دييغو فيلاسكيز في أوائل القرن السابع عشر، كما يظهر في عملها "جدول الألف دمعة" الذي يتكون من كتلة متلألئة من قطرات الزجاج، حيث تبدو كالدموع التي تنساب من أجل مريم العذراء، ويمنح هذا الانتشار البلوري تأثيراً خاصاً حيث تم تصميمه بشكل يشبه نذور الكنيسة.

وتعرض مارينا أيضاً سلسلة بعنوان "المطبخ 5: حمل الحليب" (2009) استخدمت في تنفيذها طباعة الجيلاتين الفضية، وتؤدي خلاله عرضاً أدائياً على أرضية مطبخ محاطة بالأواني والمعالق الكبيرة، حيث تبتكر فضاء جديداً للعرض بعيداً عن "الغرف الفندقية المنعزلة، وخدمة الغرف، والمكالمات الهاتفية بعيدة المدى، والأفلام التلفزيونية السيئة، والوقوع في حب الرجل الخطأ، والخجل من الحروب في يوغوسلافيا" التي تعبت وسئمت منها، كما أشارت في مقابلة صحافية سابقة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون