مارتين سيغالين: رحيل مؤرّخة الأسرة

مارتين سيغالين: رحيل مؤرّخة الأسرة

24 يونيو 2021
مارتين سيغالين (موقع جامعة لورين)
+ الخط -

حين تبلورت الإثنولوجيا في أوروبا القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، باعتبارها معرفة ترصد الأعراق وخصوصياتها، ولّت وجهها - للمفارقة - نحو كل ما هو غير أوروبي، وهي ثغرة لم تُملأ إلّا في النصف الثاني من القرن العشرين مع التفات باحثين إثنولوجيين إلى أوروبا ذاتها.

من هؤلاء الباحثة الفرنسية مارتين سيغالين (1940 - 2021) التي رحلت عن عالمنا أمس حيث تناولت منذ بداية مسيرتها، في ستينيات القرن الماضي، مباحث أوروبية بالكامل على المستويين الميداني والنظري، وتخصّصت في دراسة تحوّلات الأسرة بين العصور.

في 1972، نشرت أوّل أعمالها "التزاوج والمصاهرة"، عمل لفت الانتباه إلى موضوع رئيسي في العلوم الاجتماعية لكنه بقي بعيداً عن كل اهتمام أكاديمي. طرحت سيغالين في هذا العمل سؤالاً بسيطاً: كيف يجري اختيار شريك الحياة في مجتمعات المدن الصغيرة في فرنسا؟

في 1980، تجرّأت سيغالين على موضوع متروك آخر من البحث العلمي هو الحب حين وضعت كتاباً كان أقرب إلى منهجيات المؤرخين منه إلى علماء الإثنولوجيا وقد حمل عنوان "حكايات الحب والزواج في فرنسا القديمة".

لكن عملها الأبرز سيُطبع في 1981 حين نشرت كتابها المرجعي "سوسيولوجيا الأسرة" ولم تمرّ غير خمس سنوات حتى وضعت عملاً مرجعياً آخر بعنوان "إثنولوجيا فرنسا". ومباشرة بعد هذا العمل الضخم انبرت على مشروع آخر حين أشرفت على كتاب جماعي بعنوان "تاريخ الأسرة".

من أعمال سيغالين الأُخرى: "النانتيريون" (1990)، وهو عمل طريف درست فيه مجتمع الضاحية الباريسية التي كانت تدرّس في جامعتها (جامعة نانتير)، و"الأجداد" (1998)، و"الذهنية الجديدة للأسرة" (2002، بالاشتراك)، و"في مديح الزواج" (2003).

المساهمون