مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية: عن "الدولة العربية المعاصرة"

مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية: عن "الدولة العربية المعاصرة"

14 مارس 2021
محمد عبلة/ مصر (جزء من لوحة)
+ الخط -

طرحت حركة الاحتجاجات والثورات العربية التي اندلعت عام 2011 في كل من تونس وليبيا ومصر وسورية واليمن والحرين وغيرها، ثم في السودان والجزائر عام 2019، أسئلةً كبرى عن عوامل اندلاعها. وقد كشف هذا الانفجار، بعد عقود طويلة من تشكل الدول العربية، عن أزمة اغتراب فكري وروحي وسياسي واجتماعي بنيوي شامل بين الأنظمة التي حكمت الدول العربية لفترات طويلة وأسهمت في تشكّلها من جهة وبين شعوبها ومجتمعاتها من جهة أُخرى.

ومن أهم مصادر هذا الاغتراب تواري مفهوم الدولة نفسه، إذ ماهت النظم التسلّطية العربية بين الدولة والسلطة، واعتمدت في سياساتها الأمنية والسياسية نهج إظهار أي معارضة للسلطة على أنها نيل من الدولة نفسها، ومن مبدأ سيادتها، وربطت بين الاحتجاجات والآراء والقوى المعارضة لها وبين مؤامرات خارجية تستهدف سيادة الدولة والتدخل في شؤونها الداخلية.

هذه الخلفية ستكون حاضرةً في الدورة الثامنة من "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" التي يعقدها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الفترة بين 21 و25 آذار/ مارس الجاري حول موضوع "الدولة العربية المعاصرة: التصوّر، النشأة، الأزمة".

تُُعرَض اثنتان وثلاثون ورقةً بحثيةً محكّمة تتناول إشكاليات الدولة العربية المعاصرة

وقال المركز في بيان له إنه يأمل أن تكون الدورة فرصةً لدرس مختلف قضايا الدولة العربية المعاصرة وتحليلها، وإثارة النقاش بشأنها؛ حيث ستُعرَض خلال المؤتمر اثنتان وثلاثون ورقةً بحثيةً محكّمة تتناول جوانب متعدّدة ذات صلة بإشكالية الدولة العربية المعاصرة، وتتوزّع بين الدراسات النظرية، ودراسات الحالة القُطرية، والدراسات المقارنة.

من بين الأوراق المشاركة في المؤتمر، والتي أعلن عنها المركز عبر صفحته على فيسبوك: "ما بعد خرافة الدولة العميقة: (إعادة) موضعة السلطة في العصر الماكيافيلي الجديد" لعبد الوهاب الأفندي، و"إشكالات تطبيق مؤشرات قياس الدولة الفاشلة: السودان نموذجًا (2005-2020) لرويدة فرح، و"الدولة العربية: النظرية والتطبيق" لكلّ من أدهم صولي ورايموند هينبوش.

وفي ختام هذه الدورة، ستُوزّع "الجائزة العربية لتشجيع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية" التي يمنحها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، والتي "تُعدّ حدثًا مركزيًاً بالنسبة إلى المختصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومحفزًا لهم، وعاملًا مهمًا في بلورة البرامج والمشاريع البحثية في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وفي ترسيخ تقاليد التحكيم العلمي والتميّز".

يُذكر أن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات" دأب على تنظيم "مؤتمر العلوم الاجتماعية والإنسانية" كل سنةٍ منذ إطلاق المؤتمر في 2012، قبل أن يتحول إلى تنظيمه مرةً كل سنتين منذ 2017. وقد خُصّصت الدورة السابقة (2019) لمناقشة موضوع "إشكالية مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية".

وينظم مؤتمر هذا العام عبر منصة "زووم" لمؤتمرات الفيديو، وسيبث عبر حسابات "المركز العربي" على شبكات التواصل الاجتماعي.

كتب
التحديثات الحية

المساهمون