ليلي كنتيرو.. كُرات الذهب في حلم مونديالي واحد

ليلي كنتيرو.. كُرات الذهب في حلم مونديالي واحد

27 نوفمبر 2022
(من المعرض)
+ الخط -

لم تحضر باراغواي إلى مونديال قطر 2022، بعدما حسمت أربعةُ أهداف برازيلية مقابل صفر مصيرَها في التصفيات المؤهّلة إلى البطولة. لكنّ جمهور "كتارا" في العاصمة الدوحة سيطّلع على تجربة باراغويانية، من خلال الفنّانة ليلي كنتيرو وهي ترسم على كرات القدم وأحذية اللاعبين.

في المبنى 47 بـ"الحيّ الثقافي كتارا"، ومن خلال خمس وعشرين قطعة بين كُرات على حوامل ثلاثية وأحذية وثماني لوحات، نتعرّف إلى أعمال استغرقت ثلاث سنوات لتكون أخيراً تحت عنوان "ثمانية ملاعب، ثمانية أبطال والحلم واحد: قطر 2022"، في المعرض الذي افتُتح هذا الأسبوع ويستمر حتى بعد غدٍ الإثنين.

تتقاسم المعرض ثلاثُ رؤى، اثنتان منها تقومان على رمزية الرقم ثمانية. فقد رسمت كنتيرو الدول الثماني التي فازت بكأس العالم منذ انطلاقها في أوروغواي عام 1930. حازت البرازيل أكبر عدد من الألقاب في كأس العالم (خمسة ألقاب)، تلتها إيطاليا وألمانيا (أربعة)، وأوروغواي والأرجنتين وفرنسا بلقبين لكلّ منها، وإنكلترا وإسبانيا بلقب واحد.

أمّا الحصّة الثانية من رؤية الفنّانة فتوجّهت إلى الملاعب الثمانية التي أنشأتها قطر منذ أُعلن فوز ملفّها عام 2010 بتنظيم كأس العالم 2022، بما يجعل تاريخ هذا المونديال مبنيّاً على حُلم واحد.

زارت كنتيرو قطر وصوّرت في رؤيتها الثالثة معالم معمارية وأيقونات تراثية كالمَها والصقر، جاء منها ضمن العناوين: "استكشاف سوق واقف"، و"المها العربي المهيب"، و"تحت عين الصقر"، و"برج الحمام".

وارتسمت الأعمال على سطح زخرفي من العمارة التقليدية أو الأزياء أو مفردات السدو، ومزيّنة بشارات ذهبية اللون تنسجم مع التذهيب من عيار 32.75، الذي استُخدم أيضاً في تكوينات الكرات والأحذية.

الصورة
من المعرض - القسم الثقافي
(من المعرض)

تقول الفنانة عن معرضها، كما تنقل عنها "كتارا": "اخترتُ أن أرسم على كرة القدم وليس على شيء آخر، وذلك لِمَا تحمله من معانٍ جميلة، فهي الرياضة الأكثر شعبية حول العالم، وهي لغة للتواصل بين الشعوب".

عرفت الفنانة الشهرة بعدما رسمت ميسي على حذاء رياضي

واحدة من الكُرات يظهر على سطحها منتخب الأرجنتين بعنوان "التانغو والشغف"، و"الزُرق" للمنتخب الفرنسي، وباقي المنتخبات التي تظهر دائماً في لحظة الاحتفال بالكأس، بينما تذهب أعمال أُخرى إلى اللحظة الراهنة، ومن ذلك كرةٌ وحذاء وشراع بالذهب والأكريليك الأصفر تحكي "الضوء الذهبي في الصحراء"، وأُخرى بعنوان "إبحار في مياه الخليج وما بعدها"، وثالثة تحمل عنوان "قصة تُكتب عبر أجيال".

ويترافق الجانب البصري في المعرض مع سيرة الفنانة التي تبلغ من العمر 29 عاماً. فقد جرت دعوتها للمشاركة في هذه المناسبة العالمية، بعدما اختارت مسارها الفنّي القائم على استثمار المواد اليومية من ملابس وأحذية، بعيداً عن الشكل الذي أتقنته سابقاً في رسم أعمالها على لوحات وحوامل، كما يُتَوَقَّع من أيّ فنان.

الصورة
من المعرض - القسم الثقافي

صار مشغلها الفنّي كُروياً في بعضه، ومستطيلاً كأنه قارب صغير في بعض آخر. وفي هاتين المساحتين تتكثّف الصور والألوان، دون أن تقع الفنانة في فخّ الرسم التجاري. لقد اختارت الخامة وعبّرت عن ذاتها، وصادفت النجاح من خلال مثابرتها.

كان عمرها واحداً وعشرين عاماً حين لم تجد ذات يوم حذاءً مناسباً تشتريه ويُرضي ذوقها، فابتاعت واحداً أبيضَ ورسمت عليه لوحة لفرقة البيتلز. هذا ما روته لموقع "فيفا".

غير أنّ ما اشتهر عنها هي قصتّها مع ميسّي، حين رسمته عام 2018 على حذاء رياضي. منحها واحدٌ من أبرز اللاعبين في التاريخ "ضربة البداية" بلغة كرة القدم، لمجرّد أنه التقط صورة مع الحذاء ــ الهدية الذي وصل إلى نادي برشلونة، ومنه إلى اللاعب، الذي شكرها على هذه اللفتة.

الآن بات لكنتيرو، المولودة في العاصمة أسونسيون، رصيدٌ جيّد مع رعاية علامات تجارية عديدة لها، وتوسّع أعمالها التي رسمت فيها شخصيات كروية أُخرى مثل: مارادونا، وداني ألفيش، وكارليس بويول، ورونالدينيو، وماكسي رودريغيز.
تُمكن مواكبة مشروع هذه الفنانة في مكان آخر بقطر، وهو مشيرب، حيث تشارك في جناح "كونميبول - شجرة الأحلام" الذي ينظّمه "اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم" (كومنيبول)، وهو يوثّق لتاريخ وإنجازات كرة القدم في القارة اللاتينية.

المساهمون