ليلى بنحليمة وخديجة الفحلي: رموز وإشارات نسائية

بنحليمة والفحلي.. رموز وإشارات نسائية

08 مارس 2021
(من أعمال ليلى بنحليمة)
+ الخط -

"ذكريات نسائية" عنوان المعرض الذي افتتح أول أمس السبت في "رواق منظار" بمدينة الدار البيضاء، ويجمع أعمالاً للتشكيليتين المغربيتين، ليلى بنحليمة، وخديجة الفحلي، ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري، وهو عنوان يشير إلى اشتغالات أساسية في تجربة الفنانتين.

سعت بنحليمة منذ بدايات تجربتها في التسعينيات إلى توظيف عناصر من التراث الأمازيغي والأفريقي عموماً، في أعمالٍ تمزج بين التجريد والتعبيرية، وهو ما يتقاطع مع كثير من التجارب التشكيلية المغربية في نصف القرن الأخير، لكنها استطاعت أن تتناول قضايا خاصة بالمرأة من خلال استعارة تلك الرموز والكتابات.

تقدّم في معرضها الحالي وجوه الرجال والنساء والحيوانات والسماء والبحر والأرض، حيث تظهر في إحدى لوحاتها أجساد نساء يرقصن على خلفية ملوّنة منقوش عليها بحروف التيفيناغ في محاكاة لنقوش قديمة، حيث السواد يتركّز في وسط اللوحة تحيط به تدرّجات الأزرق متداخلاً مع الأحمر والأصفر والبرتقالي، فيما تبرز الكتابة بلون أبيض تشتبك مع الجسد ليبدو أنه جزء منه أو منسجم معه في الإيقاع أو الحركة.

الصورة
(من أعمال خديجة الفحلي)
(من أعمال خديجة الفحلي)

في حوالي ثلاثين عملاً، تحضر المرأة في حالات متنوعة سواء في تأملها أو انتظارها أو استعراض زينتها، إلى جانب مجموعة من الأواني التي نُقشت عليها نساء باللون الأزرق في أجواء مستعارة من الرقص الصوفي، حيث ترفع اليدين في هيئة الدعاء أو المناداة، وهو تكوين يتكرّر في العديد من لوحاتها ذات المناخات الروحانية.

أما الفحلي، فتعود إلى عوالم طفولية في رسم لوحة تتكوّن من تفاصيل كثيرة ومركبة تبدو متداخلة وغير واضحة المعالم، لكنها تبدو منسجة في اللون الذي يأخذ العمل إلى مستوى آخر، كأجزاء من زي أو بساط مغربي تقليدي.

وتقترب في معظم ما تقدّمه من الفن الفطري الذي وجد له في المغرب حضوراً بارزاً بعد بروز تجارب مثل الشعيبية طلال (1929-2004) وفاطمة حسن الفروج (1945-2011) وراضية بنت الحسين (1912-1994)، وغيرهن، وبات أسلوباً يسعى البعض إلى تطويره من خلال الجمع بين السذاجة الفنية واللونية وبين رؤية أكاديمية معاً، كما تحاول الفحلي تقديمه في أعمالها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون