ليكو إيكيمورا.. نساء بين السماء والأرض

ليكو إيكيمورا.. نساء بين السماء والأرض

14 يوليو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

قدّمت الفنانة اليابانية ليكو إيكيمورا (1951) منذ ثمانينيات القرن الماضي تركيبات غير مرتبطة بالواقع، حيث تصوّر مناظر طبيعية مأهولة بكائنات خالية، في أسلوب يستفيد من فنون الرسم التقليدية في بلادها من خلال استخدام تقنيات معاصرة.

"ألوان متحرّكة" عنوان معرضها الجديد الذي افتُتح في "غاليري بيتر كيلشمان" بمدينة زيورخ السويسرية، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، ويضمّ أعمالاً متنوعة من رسوماتها ومنحوتاتها الزجاجية وأعمال التركيب، تمثل مراحل مختلفة من تجربتها خلال أكثر من أربعة عقود.

تعكس الأعمال المعروضة كيف استطاعت إيكيمورا تطوير لغة بصرية خاصة اعتمدت على العديد من المؤثرات، مثل الميثولوجيا اليابانية المتعلّقة بإله الحرب، إلى ثقافة الأمازون في أميركا الجنوبية، أو في اندماج الجسد والمناظر الطبيعية في تناولها جبال الألب.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

درست الفنانة الأدب في اليابان، ثم انتقلت لاستكمال دراستها في إسبانيا، وهناك التحقت بـ"مدرسة الفنون الجميلة" في إشبيلية عام 1973، قبل أن تنتقل إلى سويسرا، ومنها إلى ألمانيا حيث تقيم اليوم. وبعد محاولات جادة في البحث عن خصوصيتها، بدأت برسم كائنات هجينة غامضة، وكذلك شخصيات نسائية تطير في الأفق بين الأرض والسماء، وهي أشكال ظلت تطوّرها في أعمالها خلال الثمانينيات والتسعينيات.

تبحث إيكيمورا في مساحات تحاكي عوالم روحية مستمدة من التراث الياباني والشرقي عموماً، حيث يتحد الجسد مع الطبيعة في روح واحدة، ضمن عملية تحوّل مستمرة، تعكسها أعمال ذات طابع مفاهيمي، حيث يضمّ المعرض مجموعة الفتيات التي ترسمها بألوان غير معتادة مثل الأزرق والبنفسجي والأحمر على خلفيات صفراء عادة، مع تركيز على ظلالها، وكأن الشكل الأنثوي في اللوحة منفصل عن واقعه.

وتركّز في هذه اللوحات على التباين الحادّ بين الألوان، وكذلك الشفافية التي تسمح بمزج ألوان ومراكماتها دون أن يحجب بعضها بعضاً، في محاولة لإظهار شخصياتها في تخيّلات ذهنية خاصة، وتقدّم أيضاً تركيب الفيديو تحت عنوان "في مديح الضوء" الذي أنجزته العام الماضي حيث يتفاعل فيه الضوء والألوان المتدفقة، في محاكاة لتدفق ألوان سائلة على لوحة لم تجفّ بعد.

في أعمالها الجديدة، ستتداخل مناخات ذات صلة بالوباء، وسعيها إلى تناول الإغلاقات الأولى التي عمّت برلين وبقية المدن الألمانية والأوروبية في لحظة تميزت بعدم اليقين وإعادة طرح أسئلة الحياة الأولية مع تعطّل الحياة وإحساس الناس بأن العالم ينتقل صوب المجهول.

إلى جانب ذلك، تظهر أعمال أخرى فكرة الحلم التي تبحث عنها في عدد من منحوتاتها الزجاجية ورسوم المناظر الطبيعية بأسلوب سوريالي، حيث توفّر تقنية الطلاء لمعاناً في العمل، إضافة إلى مفردات بصرية غير مالوفة، مثل صورة فتاة صغيرة مرتعشة بين الأشجار والوديان والجبال، وفي هذه الرسومات تستعيد مناظر قديمة لعدد من كبار الرسامين اليابانيين في القرن الرابع عشر والخامس عشر.
 

المساهمون