لورانس فانين فيرنا: المعرفة كسؤال فلسفي مبسّط

لورانس فانين فيرنا: المعرفة كسؤال فلسفي مبسّط

23 نوفمبر 2021
لورانس فانين فيرنا
+ الخط -

قبل سنة، صدرت النسخةُ العربية من كتاب المفكّرة الفرنسية لورانس فانين فيرنا (1966)، "لماذا نتفلسف؟ سُبُل الحرّية" ("ابن النديم" و"الروافد"، 2020)، بترجمة الباحث والأكاديمي الجزائري محمد شوقي الزين الذي وجدَ في العمل تتمّة، على نحوٍ ما، لكتاب المفكّر الفرنسي جون غرايش (1942) "العيش بالتفلسُف: التجربة الفلسفية، الرياضات الروحية وعلاجيات النفس" الذي كانت ترجمتُه العربية، التي حملت توقيعه أيضاً، قد صدرت في 2019.

يتوجَّه كتابُ غرايش (صدرت نسختُه الفرنسية عام 2015) إلى الباحثين والأساتذة وطلبة الدكتوراه، بينما يتوجّه كتابُ فانين فيرنا (صدرت نسختُه الفرنسية في 2008) إلى تلاميذ الثانوية وطلّاب الجامعات والقرّاء غير الملمّين بأساسيات الفلسفة؛ حيثُ يُحاوِل العملُ - كما يَظهر من عنوان السلسلة التي صدر ضمنها "الفلسفة المفتوحة على الجميع" - تجسير الهوّة بين الفلسفة والحياة العامّة، من خلال تقديمها بأسلوب واضح وسهل يتجنّب التعقيدات التي عادةً ما تسِم الكتابات الفكرية.

قبل أيام، صدرت عن دارَي "الروافد" في بيروت و"ابن النديم" في وهران ترجمةٌ أنجزها شوقي الزين لكتاب فانين فيرنا "انظُر وفكّر: من العين إلى الروح"، وهو الجزء الثاني من سلسلة "الفلسفة المفتوحة على الجميع"؛ حيث تظلُّ المؤلّفة وفيّةً فيه لأسلوبها التعليمي التبسيطي وهي تطرح أسئلةً فلسفية حول المعرفة؛ من قبيل: كيف يتمُّ الإحساس والإدراك؟ كيف يشتغل الذهن في العلم وفي الفن؟ كيف تُلقي العين نظرتها على العالم؟ وكيف تتغيَّر هذه النظرة بين الموضوعات إذا كانت حسّية أو إنسانية؟ وكيف تُصبح النظرة إنسانية عندما تتجاوز الموضوع نحو الذات؟ وكيف تُصبح نظرة باطنية عندما تنتقل من الجسد إلى الروح؟

الصورة
كتاب انظر وفكر - القسم الثقافي

يندرج العمل ضمن أحد المباحث الكلاسيكية في الفلسفة: "نظرية المعرفة" (الإحساس والإدراك). لكن الكاتبة، كما نقرأ في تقديم شوقي الزين، تدرس هذا المبحث "بعيداً عن التصوُّرات المستهلَكة التي تتكرَّر باستمرار؛ فضَّلت أن تدرسه في إطار مسار دينامي وحيّ مبني على أسئلة وجيهة. لم تكتفِ بسرد أساسيات نظرية المعرفة كما يعرفها التلاميذ في الثانوية أو طلاب الجامعة في الجذع المشترك والليسانس أو أي قارئ نبيه، بل أدمجت المعرفة في إطار عام وشامل، يأخذ بعين الاعتبار المعرفة العلمية واستعمالات الرؤية فيها (الملاحظة، التجريب)، ثم المعرفة الأخلاقية بدراسة الجسد والعلاقة بالآخر، ثم المعرفة الجمالية واستعمالات الرؤية في الحكم الجمالي، ثم المعرفة العملية في الرياضة والاستراتيجية العسكرية واستعمالات العين في المراقبة وتسديد الهدف، وأخيراً المعرفة الروحية بالتوصُّل بعين الروح ورؤية الباطن".

إضافةً إلى تقديم المترجِم وتصدير كتبه ديلفين ليجيو، يتضمّن الكتابُ مقدّمةً ومجموعةً من الفصول التي تتوزّع ضمن ثلاثة أجزاء؛ هي "العين والذهن: أعضاء وملكات"، و"العين والذهن الحسّيّان"، و"العين والذهن العقلي: نحو نُور القلب"، إضافةً إلى خاتمة وملاحق وفهرسَين للأعلام والمصطلحات.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون