لطفي عبد الجواد: الرحلة القيروانية للخطّ العربي

لطفي عبد الجواد: الرحلة القيروانية للخطّ العربي

08 مايو 2021
من المصحف الأزرق، المتحف الوطني للفن الإسلامي برقادة في تونس
+ الخط -

للخط العربي خصوصية كونه ليس مجرّد حامل للأدب والعلوم وغيره من المعارف، فقد كان أحد أكثر عناصر الزينة في التاريخ الإسلامي، كما بات حاضراً بقوة في الفن العربي الحديث. وتظلّ أبعاد الخط العربي أشمل من ذلك، وهو ما تناوله الباحث التونسي لطفي عبد الجواد في محاضرة بعنوان "موروث الخط العربي بتونس: رافد للهوية و للتنمية"، يوم الأربعاء الماضي، وقد أقيمت عن بعد ضمن فعاليات "شهر التراث" في تونس.

ينطلق الباحث التونسي من توضيح عنصرين في عنوانه؛ فيقول عن الخط كرافد للهوية بأنه أحد أكثر العناصر تمثيلاً للثقافة العربية في متاحف العالم بغضّ النظر عن كونها أداة تواصل لدى العرب المعاصرين، حيث ينظر إليها كعلامة منفصلة عن أداتيّتها حين ترتبط في الذهنيات الأجنبية بالزخرفة والمعمار.

أمّا الرافد التنموي فيفسّره بأنه بمجرّد التعرّف على قيمة الخط العربي ومخزونه وتثمينه، فهو يتحوّل إلى مصدر تنمية من خلال العرض المتحفي وتوفّر الطلب لتسويقه، ناهيك عما يسميه الباحث التونسي بالتوظيف المعاصر، حين يمكن أن يظهر في تصمميم الأزياء والأعمال الغرافيكية.

يقدّم عبد الجواد لاحقاً عرضاً للمادة التراثية للخطّ العربي في تونس، فيذكر مجموعة من المخطوطات يتمظهر الخطّ فيها بوجه خاص في المصاحف، كما يضيء على الأدوات التي مكّنت من تنفيذ الخطّ العربي وأبرزها إنجاز تصوّرات قلم الحبر السائل ذي الخزان.

يرى عبد الجواد أن تونس تمتلك رصيداً تراثياً كافياً لصناعة "وسم" خاص بالخط العربي يصنع جاذبية ثقافية وسياحية للبلد، من ذلك أنها تحتوي على مصحف الخطّ الحجازي الذي يعدّ أقدم مصاحف المغرب العربي. لكنّ أشهر قطعة تظلّ ما يُعرَف بالمصحف الأزرق في القيروان.

يشرح المحاضر بعض خصائص الخطّ القيرواني بإبراز تعدّديته على الأصعدة الجمالية والتقنية والسياسية، وقدرته على الملاءمة بين المقتضيات الأداتية والفنية، ويضرب على ذلك مثالاً في حضور هذا الخط في الزخرفة في عقود الزواج.
 

المساهمون