لحنُ آخِر صرخة لي

لحنُ آخِر صرخة لي

01 فبراير 2021
مِمُو أمين متين
+ الخط -

سكِّين

عرفتُ العالم لأوّل مرّة بصوتكِ
ثم بالأرض التي تُفهَم باللمس
وقتٌ رَطْبٌ ونارٌ رطبةٌ ودمٌ رطب
والربيع المتروك في المرايا
صافٍ بقدر الأحلام التي أراها

الزهور التي قطفتِها لم توجعكِ
والأماكن التي تركتِها وراءكِ تتوجّع الآن
ولكنّ كل الحيوات
أقدار مُدَنَّسة
يأتيني ظلام الليلة التي تنتمي إليكِ

لنتحدّث قليلاً باللغات القديمة
أسمعكِ عندما تتحّدثين
ولكن لا تصمتي وأنا أتكلّم
ومثل كلّ شيء يَنْبُتُ بعد أن يُزرَع في التراب
تحدّثي معي بصوت السحاب الذي يُمطر
ما أجمل خدّيكِ وأنتِ تتكلّمين!

وأنتِ تتكلمين
يُعطي الرَّبُّ مُهلةً لانتهاء اليوم
المقابر فارغة من الداخل
والموتى يغارون منّا
يتعب الموت مثل حرف بين شفتيكِ ويُدْمِيهُما
يصبح الموت ورقة شجرة تتمدّد فوقنا.


■ ■ ■


السؤال الجميل

عندما كانت يداي مكبّلتَين من الخلف
أتصوَّر أنَّ جريمتي يجب أن يكون لها اسم
وعندما تتدلّى المغامراتُ الخصبةُ من أصابعي
وقبل أن أُضيِّع الأسئلة الجميلة
يصبح الفضولُ لحنَ آخِرِ صرخةٍ لي

شتاءٌ هذه الدنيا
الدنيا هي النظرةُ
الدنيا تَدَفُّقٌ
تصفرّ الأشياء في ألسنة الطيور المهاجرة
ورغم أنني أتباطأُ بعد الفجر كلّ صباح
كان الثلجُ المتساقطُ يذوب فوق رموشي

بينما يتجوّل في بالي عِرْقٌ أسمر ومتمرّد
كنتُ أحاسب الأشياء التي تعلّمتُها
الأشياء المتراكمة فوق لساني تتطاير شيئاً فشيئاً
هذا البحر يتدفّق على أية حالٍ، وهذا ترابُنا بالفعل
ولذا فإن البلد التي تخصّنا هي بلد السماء

تخُصُّنا بلد السماء، والسؤال الجميل
وأنا ما زلتُ مبتدئاً في هذا الهمّ
ولا أستطيع النوم، عندما لا يُعثر على إجابة
لا أستطيع الركض على أية حال، يداي مكبَّلتان من الخلف
وأحلامي التي عدَّلْتُها كانت بريئة
وبريئة أيضاً أسئلتي المطروحة
بالتأكيد علّمني الله مثل هذه الأسئلة الجميلة
علّمني اللهُ
الله جميلٌ.


■ ■ ■


إِخوة

"الأطفال الذين خانوا آباءهم بعد ظهيرة يوم أحد
نبلاءٌ بقدرِ معاناتهم من النصر".

لديَّ جراحٌ تتنفّس
ولم يُخفِّف أيّاً منها إلهٌ عاطفي
إيماني: حامل بما أسعى إليه
والقدر: مجرّد كلمة أستخدمها عند الهزيمة
كان الموتى صامتين على جبهتي، 
وبقيتُ مشتاقاً لصوتي
كنتُ أضرب جبهتي في التراب
فتوجعني بشكل لا يُوصف
كنتُ أُضيّع طريقي عندما أنظر إلى الشمس بعينٍ مجرّدة
ولم أستطع التعوُّد على الأغلال والقوانين
كان للجحيم صدى عالميٌّ
وكان الجحيم محبرة فوق قدري

هناك جاذبية ما للجهل الذي لم ينازع الموت حتى الآن
وأنا آتٍ من هناك
من الأساطير، من تلك القصص الغريبة
وعندما رجعتُ إلى الوراء كانت كل الحضارات قد عِيشت
ومُحِيت كلُّ بقايا وجودنا
كان لُعاب الشمس التي وُلدنا تحتها يسيل فوق وجوهنا
وقد فسد القمر الذي متنا تحته

"الذين يصبحون أعداء للشمس يهلكون في الليل"

هذا دُوارُ قوانيننا
وعندما يتقاتل الإخوة هناك 
كنّا هنا على نفس القرار
لأنَّ الحياة قد فقدت كل حماسها
ونسينا كلّ الأشياء التي لم نمتلكها
كأبناء قومٍ مشهورينَ بالنسيان.


* ترجمة عن التركية: أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير


بطاقة
شاعرٌ تركي ولد لأسرة كردية في مدينة أغري (أرارات) عام 1993. تخرَّج من كلية الإلهيات بجامعتي أتاتورك في أرضروم وإسطنبول. تعلّم العربية على يد أبيه الذي كان مدرساً للغة العربية. يعمل في صناعة الأفلام القصيرة والوثائقية، إلى جانب عمله في الترجمة الأدبية من العربية إلى الكردية والتركية، وشارك في ترجمة بعض الملّفات الشعرية لأكثر من مجلة أدبية في بلاده.

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون