"كوبا: وثائق فوتوغرافية".. تجارب ثلاثة مصوّرين عُمانيِّين

13 يناير 2025
جانب من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- معرض "كوبا: وثائق فوتوغرافية" في بيت الزبير بمسقط: يضم 55 صورة توثق الحياة والثقافة الكوبية، مستعرضةً الأحياء الشعبية والشوارع العتيقة في هافانا، مع التركيز على العادات والتقاليد المحلية.

- إلهام المصورين العمانيين والجمهور: يهدف المعرض إلى إلهام المصورين العمانيين لاستكشاف طرق جديدة للتعبير، ويتيح للجمهور العماني فرصة لاكتشاف زوايا مختلفة من الجمال الإنساني والثقافات المتنوعة.

- السيارات القديمة والحنين إلى الماضي: تبرز الصور السيارات القديمة والعربات التي تجرها الخيول، مستحضرةً تاريخ كوبا السياسي ومواجهتها مع الولايات المتحدة، مع لمحات من الأمل والانفتاح على المستقبل.

من كوبا إلى مسقط، ترتحل صُور العُمانيِّين الثلاثة: إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، وأحمد بن سالم البوسعيدي، وخميس بن أحمد الريامي، لتروي بصرياً حكاية الجزيرة الكاريبيّة عبر معرض بعنوان "كوبا: وثائق فوتوغرافية"، يُقام حالياً في "بيت الزبير" بمسقط، ويتواصل حتى نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري.

يهدف المعرض إلى توثيق التفاصيل الجغرافية والاجتماعية لبلد ما يزال يحظى بطابع خاصّ في المعمار والمواصلات يعود بنا إلى خمسينيات القرن الماضي، بقدر ما يُتيح، وفقاً للمشاركين فيه، "فرصة للمصوّرين العمانيّين الآخرين لاستلهام طُرق جديدة للتعبير، وللجمهور العماني لاكتشاف زوايا مختلفة من الجمال الإنساني"، فضلاً عمّا يمثّله من شهادة على قدرة العدسة على السفر بعيداً، واستكشاف الثقافات المختلفة.

55 صورة تعكس واقع الأحياء الشعبية في هافانا وشوارعها الخلفية

يضمّ المعرض خمساً وخمسين صورة تتناول واقع الحياة والثقافة، متغلغلةً مع الكوبيّين في أحيائهم الشعبية والشوارع العتيقة، حيث يُقدّم الثلاثي التقاطات أنثروبولوجية، على طريقة مصوّري الشارع، حول العادات والتقاليد الكوبية التي تُمثّل حياةَ الشارع في الأسواق والمقاهي والممرّات، مع صور تُظهر وجوه الناس بوضوح وبألوان زاهية تُعبّر عن بساطة عيشهم في بلد يمتاز بشواطئه الاستوائية الممتدّة.

يستعيد المُصوِّرون مشاهد من تجربتهم الخاصة المتمثّلة في مشاركتهم في "الملتقى الدولي الخامس للمُصوِّرين" في هافانا عام 2015، وهُم يسعون من وراء تلك المجموعة الخاصّة إلى إيجاد حوار بصري يجمع بين عوالم أميركا اللاتينية والمنطقة العربية، في حين تتراوح ألوان الصور بين الأبيض والأسود الذي يعكس بساطة الزمن، والألوان التي تجسّد الحياة في شوارع هافانا المفعمة بالحركة.

من معرض كوبا - القسم الثقافي
من المعرض

تحضر السيارات ذات الطراز القديم في أغلبية الصُّور المعروضة، وكذلك العربات التي تجرّها الخيول، فنستذكر من خلالها واقع البلاد السياسي؛ حيث خاضت كوبا مواجهة طويلة مع الولايات المتّحدة الأميركية بدأت مع الثورة الكوبية (1953 - 1959) بقيادة فيديل كاسترو، وامتدّت حتى بعد نهاية الحرب الباردة، ورغم ما فرضه هذا الواقع من انغلاق ضاعَف عُزلة الجزيرة إلّا أن النوافذ المشرعة على البحر، وهي سمةٌ تتكرّر أيضاً، تُعيد لنا طموح العبور والانفتاح مجدّداً، وكذلك دأب الصُّور التي تتضمّن رجالاً ونساءً كباراً في السنّ يتأمّلون غروب الشمس، أو موسيقيّين يعزفون على قارعة الطريق في حين يتولّى المارّة تحيّتهم، وعند هذا الحدّ يكون المُصوّرون الثلاثة قد نقلونا من مقام الصورة إلى صخب الشوارع الخلفيّة.

هذا ما تُظهره الصُّور لعَين الناظر: أزقّة وشوارع وسيّارات، لكنْ إن كان من ملمح خَفيّ أعمق يقبع خلفها، فهو بالتأكيد الزمن، وكأنّنا أمام ماضٍ لا يمضي يسكن في تجاعيد الوجوه ذات الابتسامات الطفيفة والتعب الخفيف الذي يعلوها.

المساهمون