كلب

كلب

01 مارس 2021
مقطع من عمل لـ روفينو تامايو (1943، زيت على قماش)
+ الخط -

يعدو الكلب طليقاً في الشارع
فيرى الحقيقةَ
والأشياءُ التي يراها
أكبر منه حجماً
والأشياء التي يراها
هي حقيقته
سُكارى في المداخل
أقمارٌ على الأشجار
يعدو الكلب طليقاً في الشارع
والأشياء التي يراها
أصغر منه حجماً
أسماكٌ على ورَق الصحف الرخيص
نملٌ في التجاويف
دجاجاتٌ في نوافذ الحيّ الصيني
تلوحُ رؤوسها في الجوار
يعدو الكلب طليقاً في الشارع
والأشياء التي يشمّها
لها رائحةٌ تشبه رائحته 
يعدو الكلب طليقاً في الشارع
فيمرّ ببرَك ماءٍ وأطفال
قططٍ وعلَب سيجار
دُوْرِ قِمارٍ ورجال شرطة
إنّه لا يمقتُ رجال الشرطة
ولكنْ بكلّ بساطة لا فائدة تُرجى منهم
فيتجاوزهم
ويتجاوز الأبقار الميّتة المعلّقة فوق الجميع
أمام سوق سان فرانسيسكو للحوم 
إنّه يفضل أكلَ بقرة غضّةٍ
على أكل شرطي متصلّب
ولو أنّه يفعل ذلك مع الاثنين
ويمرّ بمصنع "روميو رافيولي"
ويتجاوز برج كُوْيْتْ
ويتجاوز دويل، عضو الكونغرس
إنه خائف من برج كُوْيْتْ
لكنّه ليس خائفاً من دويل عضو الكونغرس
على الرغم من أنّ ما يسمعه مثبِّطٌ للغاية
محبِط للغاية
عبثيّ للغاية
بالنسبة إلى كلبٍ صغير حزين مثله
لكلبٍ مهموم مثله
لكنْ لديه عالمه الطليق ليعيش فيه
وبراغيثه ليأكلها
لن يكون مكمّماً
ودويل عضو الكونغرس مجرّد مضخّة إطفاءٍ أُخرى
بالنسبة إليه
يعدو الكلب طليقاً في الشارع
وله حياةُ كلبه الخاص ليعيشها
وليتأمّل
ويتأنّى
في لمس وتذوّق واختبار كلّ شيء
والتحقّق من كلّ شيء
دون احتمال الحنث باليمين
إنهّ واقعيّ حقيقيّ
لديه حكاية حقيقية يرويها
وذيل حقيقيّ يرويها بطريقةٍ
حقيقية نابضة بالحياة
إنّه كلبٌ ديمقراطي
نبّاح
منشغل بمشروع
حرٍّ حقيقي
لديه شيءٌ ما يقوله
عن الكينونة
شيءٌ ما يقوله
عن الواقع
وكيف للمرء أن يراه
وكيف يسمعه
ورأسه يميل إلى أحد الجانبين
عند زوايا الشوارع
كما لو أنّه موشك
على أن تُلتقَط له صورة
لصالح تسجيلات "فيكتور"
وهو يصغي
إلى صوت سيّده
وينظر
مثل علامة استفهام حيّة
في
الغرامافون العظيم
للوجود العصيّ
بقرنه الأجوف المذهل
الذي يبدو أبداً
على وشك أن يفيضَ
بإجابة ناجعة
عن كلّ شيء.


* ترجمة عن الإنكليزية: أحمد م. أحمد

المساهمون