كاندينسكي.. كيف تغيّر مفهوم الشكل في الفن

20 فبراير 2025
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- افتتح معرض "عالم كاندينسكي: التجريد الهندسي في القرن العشرين" في "متحف بربريني" بمدينة بوتسدام الألمانية، مستعرضاً تأثير كاندينسكي في حركة التجريد الفني وتفاعله مع الألوان والخطوط والأشكال.
- يبرز المعرض دور كاندينسكي في وضع الأسس النظرية للتجريد، حيث أثرت مفاهيم البعد الرابع والزمكان على إدراك الفنانين، مما أدى إلى ظهور تيارات جديدة مثل التفوقية والبنائية.
- يضم المعرض 125 عملاً لـ70 فناناً، منهم بيت موندريان وجوزيف ألبرز، ويعرض أعمالاً تعكس فلسفة كاندينسكي في علاقة الروح والفن، مثل "في الدائرة السوداء".

"عالم كاندينسكي: التجريد الهندسي في القرن العشرين" عنوان المعرض الذي افتتح مساء السبت الماضي في "متحف بربريني" بمدينة بوتسدام الألمانية، ويتواصل حتى الثامن عشر من أيار/ مايو المقبل.

يعود المعرض إلى بدايات القرن الماضي حين شهد الرسم تحولاً عميقاً قاد إلى لغة بصرية جديدة مبنية على  تفاعل الألوان والخطوط والأشكال بشكل مختزل، واجتراح تنظير جديد اجتاز الحدود من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأميركية ثم إلى جميع الثقافات.

في هذا السياق، اعتبر الفنان التشكيلي الروسي فاسيلي كاندينسكي (1866 – 1944) شخصية محورية في حركة التجريد، وضع الأسس النظرية والمفاهيم التي ستترسخ حتى اليوم حول العلاقات بين النقطة والخط أو الخط والمستوى، حيث توترات الخط تمنح بعداً درامياً في العمل الفني يتجاوز أهمية الشكل بحدّ ذاته.

"فوق ويسار" لـ كاندينسكي، من المعرض
"فوق ويسار" لـ كاندينسكي، من المعرض

يذكر بيان المنظّمين كيف أثّرت مفاهيم البعد الرابع واستمرارية الزمكان في تلك الفترة على إدراك الفنانين للزمان والمكان، فسعوا من خلال الأشكال الهندسية العائمة أو المنفتلة في الفضاء كونها تمثيل لقضايا كونية وعوالم روحية تسمو فوق المادة، ليولّد التجريد تيارات جديدة مثل التفوقية والبنائية والباوهاوس والتجريدية التعبيرية وفن الأوب آرت.

يتتبّع المعرض التأثير الذي لا يمحى الذي أحدثه كاندينسكي في وقت لجأ فيه الفنانون المعاصرون إلى التجريد، حيث تُعرض مجموعة من أعماله التي تعكس فلسفته في علاقة الروح والفن ونُظر إليها كنوع من التصوف العقلي، مثلما فعّل في عمله المعروف "في الدائرة السوداء" الذي نفّذه عام 1923 لتكرر الدوائر في العديد من لوحاته اللاحقة التي وصفها بالقول "الدائرة هي التوليف بين أعظم المتناقضات. إنها تشير بوضوح إلى البعد الرابع".

"إثنتا عشرة مساحة" لـ صوفي تايوبر-آرب، من المعرض
"إثنتا عشرة مساحة" لـ صوفي تايوبر-آرب، من المعرض

تُعرض أيضاً لوحته "فوق ويسار" (1925) التي تتكوّن من الأشكال المستطيلة ومثلثين يشيران إلى الأعلى واليسار، وهما الاتجاهان الذي ربطهما الفنان الروسي بالحرية، لتصبح هاتان اللوحتان مفتاحاً لتفسير رؤيته للفن، وفي رسمه الأشكال الهندسية الملونة بعفوية غنائية عدّها "ضرورة داخلية" أشغلت النقاد والباحثين في الفن زمناً.

ولفهم تأثير كاندينسكي، يضمّ المعرض مئة وخمسة وعشرين عملاً لحوالي سبعين فناناً، منهم: الهولندي بيت موندريان، والألماني الأميركي جوزيف ألبرز، والفرنسية الأوكرانية سونيا ديلوناي، والروسي إل ليسيتزكي، والبريطانية باربرا هيبورث، والهنغاري لازلو موهولي ناجي، والكندية ميريام شابيرو، والسويسرية صوفي تايوبر-آرب، وغيرهم.

المساهمون