كازوتوشي هاندو.. رحيل مؤرخ اليابان زمن الحرب

كازوتوشي هاندو.. رحيل مؤرخ اليابان زمن الحرب

14 يناير 2021
كازوتوشي هاندو (1930 – 2021)
+ الخط -

رحل المؤرخ والكاتب الياباني كازوتوشي هاندو (1930 – 2021) أوّل أمس الثلاثاء في منزله بطوكيو، والذي أمضى جلّ حياته متفرّغاً لدراسة تاريخ اليايان الحديث، كما كتب العديد من القصص حول التجارب التي عاشها اليابانيون زمن الحرب، في محاولنه لتعزيز السلام.

وُلد الراحل في وسط العاصمة اليابانية، وكان طفلاً في التاسعة حين اندلعت الحرب العالمية الثانية، وعاش تحت القصف المدمّر للطيران الأميركي سنة 1945، حيث اضطرت عائلته للانتقال إلى ناجاوكا للهرب من الموت.

بعد تخرّجه من "جامعة طوكيو"، عمِل هاندو في "منشورات بونجيشونجو" حيث بدأ في إجراء بحث حول تاريخ الحرب، مستوحى من لقاءاته مع الكاتب أنغو ساكاغوتشي، وماسانوري إيتو، المراسل السابق في القوات البحرية اليابانية، وقد استضاف في ندوة كبيرة عدداً من المشاركين في الحرب عام 1963، ليعتمد على شهاداتهم في إصدار كتابه "أطول يوم في تاريخ اليابان"، والذي تمّ تحويله إلى فيلم مرتين، ونقلته إلى العربية فدوى فاضل.

وثّق وقائع الساعات الأربع والعشرين التي سبقت استسلام بلاده في الحرب العالمية الثانية

يعيد الكتاب سرد الساعات المريرة التي سبقت إعلان الإمبراطور هيروهيتو الاستسلام لقوات الحلفاء في الخامس عشر من آب/ اغسطس 1945، مسجّلاً أدق التفاصيل التي جرت في الأربع والعشرين ساعة التي سبقت الإعلان، حيث كان الصراع محتدماً بين مجموعة من الضباط الشباب المتحمسين حول ما إذا كان عليه الاستسلام أم لا، وحسمه وزير الدفاع كوريشيكا أنامي الذي أظهر ولاءه التام للإمبراطور فوقّع بنفسه وثيقة الاستسلام ثم انتحر بعد ساعات.

استطاع هاندو أن يسجّل أفظع الوقائع والأحداث التي عاشتها اليابان، وكان لها دورها في تغيير مسار التاريخ، مع انهيار واحدة من أقوى الإمبراطوريات في الشرق الأقصى، كما فعل أيضاً في كتاب "صيف في نومونهان" حيث روى فيه المعارك الحاسمة للنزاع الحدودي الذي اندلع بين اليابان والاتحاد السوفييتي عام 1939، وتلقّى فيه الجيش الياباني هزيمة نكراء، وهو الذي لم يُقهر في معركة سابقة قط.

يقف الكاتب عند ذلك الغرور الذي أصاب الضباط اليابانيين بسبب امتلاكهم قوة ضاربة لا يمكن مقارنتها بقوة أي خصم له، ولم يلتفتوا حينها إلى أن السوفييت –مثلاً، طوّروا دبابات لم يعد بالإمكان إيقاف تقدّمها وهو ما حصل فعلاً.

درَس هاندو تاريخ بلاده في أشدّ المراحل حرجاً، وتناول تلك الوقائع برؤية نقدية وبلغة يسهل على جميع القراء استيعابها، متعمّداً أن تصل مراجعاته القاسية إلى الجميع، وأن يحرّر التاريخ من أكاذيبه من خلال الرجوع إلى مصادر متنوّعة لبناء رواية موضوعية تصبح درساً للأجيال المقبلة، وكان يدعو إلى ضرورة فهم التاريخ في سياق معاصر لأن  "الفاشية موجودة بجوار الديمقراطية ويجب أن يظلّ الناس مدركين لذلك".

أصدر العديد من المؤلّفات، من بينها: "المحيط المحترق: معركة خليج ليتي ونهاية الإمبراطورية اليابانية"، و"تلك الحرب واليابانيون"، و" إمبراطور اليابان: قصة الإمبراطور هيروهيتو" (مؤلف مشترك).

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون