قصور الثقافة في مصر: تطوير أم تمهيد للإغلاق؟

27 مايو 2025   |  آخر تحديث: 12:12 (توقيت القدس)
بيت ثقافة رأس حدربة قرب مدينة حلايب (موقع هيئة قصور الثقافة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار قرار إغلاق أكثر من مائة مقر لقصور الثقافة في مصر جدلاً واسعاً، حيث أكد وزير الثقافة أن الهدف هو تطوير الفاعلية وليس الإغلاق، مع تحسين البنية التحتية والكفاءات البشرية.
- تم تكليف رؤساء الأقاليم الثقافية بإعادة توزيع العاملين في البيوت والمكتبات الثقافية المؤجرة، مما أثار تساؤلات حول تحويل المؤسسات إلى قاعات مناسبات أو رياض أطفال.
- دعا مثقفون وفنانون إلى استراتيجيات جديدة لإحياء قصور الثقافة، مشددين على أهمية تعزيز الفكر والوعي وإصلاح المقار غير الصالحة، مع الاستفادة من التطور الرقمي لدعم الفنانين المحليين.

على مدار الأسبوعين الماضيين، تبنى برلمانيون ومثقفون مصريون موقفاً معارضاً لإغلاق أكثر من مائة مقر لقصور الثقافة المنتشرة في البلاد، وإعادة توزيع العاملين فيها على عدد من المواقع الثقافية، ضمن خطة إعادة الهيكلة تمتدّ لخمس سنوات، ولم تعتمد من قبل الحكومة بعد، بحسب ما نشرت وسائل إعلام محلية وعربية.

تصريحات وزير الثقافة المصري أحمد هنو أمس الاثنين، أشارت إلى أن ما أثير حول غلق القصور "أمر غير دقيق، بل هو إعادة لتدبر الأمر وتطوير الفاعلية من وجودها". مضيفاً "كل قصور الثقافة في مصر، بمحافظاتها، وأقاليمها، تعمل بكامل طاقتها ولا نية لإغلاقها، بل ما سيحدث هو رفع كفاءتها وتطويرها، سواء في المنشأة أو البنية التحتية أو فيما يتعلق بتطوير الكفاءة البشرية".

يأتي النفي الرسمي بعد نحو ثلاثة أشهر من تكليف مساعد وزير الثقافة اللواء خالد اللبان، مهام رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والذي أدلى تصريحات صحافية متكررة حول عدم كفاءة العديد من مقار القصور، والاضطرار لتسليم مقار أخرى تنفيذاً لقانون خاص بإخلاء أماكن مؤجرة لغير غرض السكن. ثم أصدر قراراً بتكليف رؤساء الأقاليم الثقافية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة نحو إعادة توزيع العاملين الموجودين بالبيوت والمكتبات الثقافية المؤجرة والتي تقرر إخلاؤها بناء على موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة بجلسته رقم (324) المنعقدة في 2025/3/5، والمعتمد محضر جلستها من وزير الثقافة في 2025/3/13، في موعد غايته 2025/5/29، وذلك حتى يتسنى العرض على وزير الثقافة، في هذا الشأن".

تبنى برلمانيون ومثقفون مصريون موقفاً معارضاً لإغلاق أكثر من مئة مقر لقصور الثقافة

وقبل أيام توجّه النائب إيهاب منصور بسؤال إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الثقافة، بشأن القرار المتضمن إخلاء عدد من بيوت وقصور الثقافة، ونية تحويل هذه المؤسسات إلى قاعات مناسبات أو رياض أطفال (حضانات) بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي. ودعا منصور إلى ضرورة وقف هذه الإجراءات، ومناقشة خطة التطوير المطروحة للوزارة قبل إقرار مجلس النواب موازنة العام المالي القادم، مؤكداً أن "أي فشل في الإدارة ليس حله الغلق، بل بحث الأسباب وعلاجها".

كما استنكر النائب فريد البياضي ما وصفه بالعبث الواضح بالدور الثقافي للدولة، ووصف القرار بأنه لا يعد تطويرا بل تفريغ لـ الثقافة من مضمونها في وقت تحتاج فيه مصر إلى تعزيز الفكر والوعي ومحاربة التطرف بالمعرفة والفن.

في تصريح سابق لـ "العربي الجديد"، قالت الفنانة التشكيلية في قصور الثقافة إنجي عبد المنعم، إنه "بدلاً من إغلاق قصور وبيوت الثقافة في المدن والقرى، يجب تبني استراتيجيات جديدة ومبتكرة لإعادة الحياة لهذه الأماكن، مع الاستفادة من الكوادر المتخصصة التي تعتمد على التطور الرقمي حيث تقدّم مراكز الثقافة الدعم للفنانين المحليين وتوفر لهم الفرص لعرض إبداعاتهم".

وأشار الناقد المسرحي عمرو نوارة لـ "العربي الجديد"، إلى أن الأمر يذكره بما سبق وقيل عن المسرح العائم إنه سيتم إغلاقه، ثم عاد من جديد وتقرر أن لا يغلق. من جهته، أوضح المخرج المسرحي مارك صفوت أن هناك مقارّ لبعض القصور لا تصلح للثقافة ولا تقديم فنون أصلاً، ولكن يجب إصلاحها وأن تخضع للرقابة الشديدة لتؤدي دورها بفعالية كبيرة.

يذكر أن عدد قصور الثقافة في مصر، يتجاوز 500 مركز. وتم بناء 45 مركزا آخر في السنوات الماضية، حيث افتتح في العام الحالي كل من قصور ثقافة أبو سمبل في أسوان، وأخميم في سوهاج، وثقافة طفل جاردن سيتي في القاهرة، ويجري العمل على افتتاح قصور ثقافة أبو قرقاص في المنيا، ونخل في شمال سيناء، وقصر ثقافة حلوان في القاهرة.

المساهمون