"فيرجينيا وولف والسيّدة دالواي".. مئوية رواية في معرض بزيورخ

18 ابريل 2025
جانب من المعرض (من صفحة متحف "شتراوهوف" على فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يحتفي "متحف شتراوهوف" في زيورخ بمرور مئة عام على صدور رواية "السيّدة دالواي" لفيرجينيا وولف، مسلطًا الضوء على الصراعات النفسية التي واجهتها الكاتبة وتأثيرها على أعمالها الأدبية الحداثية.

- ينقسم المعرض إلى جزأين؛ الأول يركز على رواية "السيّدة دالواي" وتقنيات السرد المستخدمة فيها، بينما يستعرض الثاني حياة وولف الشخصية والفكرية، وأفكارها النسوية والحداثية ضمن مجموعة "بلومزبري".

- يهدف المعرض إلى إظهار تداخل السيرة الذاتية بالفكر الأدبي، ويبرز مكانة وولف في تشكيل الرواية الحديثة والخطاب النقدي النسوي، مع التركيز على مقالتها "غرفة تخصّ المرء وحده".

يستعيد "متحف شتراوهوف" (Strauhof) في مدينة زيورخ سيرة واحدة من أبرز الكاتبات في تاريخ الأدب الحديث من خلال معرض "فيرجينيا وولف والسيّدة دالواي"، بمناسبة مرور مئة عام على صدور رواية "السيّدة دالواي"، التي تُعدّ واحدة من أبرز أعمال الأدب الحداثي في القرن العشرين. وتضيء هذه الاستعادة على الصراعات النفسية التي واجهتها الكاتبة، بما فيها معاناتها من نوبات الاكتئاب وتأثيراتها على كتابتها، لتبدو وولف هنا شخصية معقّدة تجمع بين الهشاشة والإبداع، وبين الانعزال وقوّة التأثير بالآخرين.

يُقسَم المعرض، الذي يتواصل حتى الثامن عشر من مايو/ أيار المُقبل، إلى جزأين متكاملين. يركّز الجزء الأول على رواية "السيّدة دالواي" نفسها، التي نُشرت للمرّة الأولى عام 1925، وتدور أحداثها خلال يوم واحد في مدينة لندن ما بعد الحرب العالمية الأُولى، حيث تتابع وولف تفاصيل الحياة الداخلية لشخصياتها، وعلى رأسهم كلاريسا دالواي، السيدة الأرستقراطية التي تُحضّر لحفل مسائي بينما تعيش تأمّلات وجودية تتقاطع مع مصائر شخصيات أُخرى مثل الجندي السابق سيبتيماس سميث، الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. يُلقي هذا القسم الضوء على البناء الزمني للرواية، واستخدام تقنية تيار الوعي، وعلاقة النصّ بالتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية في بريطانيا بين الحربين.

يتضمّن وثائق نادرة ومراسلات ومقتطفات من مقالاتها ومذكراتها

أما الجزء الثاني من "فيرجينيا وولف والسيّدة دالواي"، فيأخذ الزائر إلى العالم الشخصي والفكري للكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف (1882-1941)، ويستعرض حياتها المعقّدة، وأفكارها النسوية والحداثية، وشبكتها الثقافية ضمن مجموعة "بلومزبري" التي ضمّت مفكّرين وفنانين ومبدعين بارزين. كما يتتبع مسيرتها كاتبةً وناشرةً، من خلال وثائق نادرة، ومراسلات، وصور فوتوغرافية، إلى جانب مقتطفات من مقالاتها ومذكراتها، التي تعكس وعيها العميق بقضايا المرأة، والهوية، والحرية الفكرية.

من المعرض - القسم الثقافي
جانب من المعرض (من صفحة متحف "شتراوهوف" على فيسبوك)

كذلك يهدف المعرض إلى إظهار تداخل السيرة الذاتية بالفكر الأدبي، ويتيح للزائرين فرصة تأمل إنتاج وولف من زوايا جديدة تربط بين النصوص والسياقات الاجتماعية والسياسية التي أنتجتها. كما يشكّل مناسبة للتذكير بمكانة وولف كاتبةً غيّرت شكل الرواية الحديثة، وساهمت في بلورة خطاب نقدي نسوي مبكر.

يضع "فيرجينيا وولف والسيّدة دالواي" أعمال الروائية البريطانية في السياق التاريخي لفترة ما بين الحربين، والحياة الاجتماعية النابضة بالحياة في لندن بداية عشرينيات القرن العشرين. ومن اللافت في المعرض تركيزه على البُعد النسوي في فكر وولف، لا سيّما عبر استحضار مقالتها المطوّلة "غرفة تخصّ المرء وحده"، وقراءاتها الجذرية للعلاقة بين المرأة والمعرفة والسلطة. بهذا، لا تقدّم هذه الاستعادة صورة مؤطّرة عن كاتبة كلاسيكية، بل تكشف عن حضورها المتجدّد في النقاشات المعاصرة حول الكتابة والهوية والتحرّر.

المساهمون