فوز الكاتب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل للآداب 2025

09 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 19:02 (توقيت القدس)
الكاتب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي في مدريد، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2018 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فاز الكاتب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل للآداب لعام 2025، تقديرًا لعمله الآسر والرؤيوي الذي يعيد تأكيد قوة الفن وسط الرعب الأبوكاليبسي، ويجمع بين التقاليد الأدبية لمركز أوروبا والنظرة الشرقية التأملية.

- وُلد كراسنهوركاي في هنغاريا ودرس القانون قبل أن يتخصص في الأدب، وعمل في الصحافة والنقد الأدبي، متنقلاً بين عدة دول، مما أثرى كتاباته التي تعكس تجارب الحياة تحت الحكم الشيوعي والانهيار اللاحق.

- يتميز أسلوبه بجمل طويلة ومعقدة، ونصوصه متاهات رمزية وسياسية واجتماعية، تتطلب صبراً وتركيزاً، وتمنح تجربة عميقة في فهم النفس البشرية ومواجهة الخراب.

أعلنت "الأكاديمية السويدية" في ستوكهولم، اليوم الخميس، فوز الكاتب الهنغاري لاسلو كراسناهوركاي بـ"جائزة نوبل للآداب" لعام 2025، ومُنحت الجائزة "عن عمله الآسر والرؤيوي الذي، وسط الرعب الأبوكاليبسي، يؤكد من جديد قوة الفن".

وجاء في بيان لجنة نوبل أن كراسناهوركاي "كاتب ملحمي عظيم ينتمي إلى التقاليد الأدبية لمركز أوروبا، الممتدة من كافكا إلى توماس برنهارد، وتتميز بالعبثية والمبالغة الغروتسكية". وأضافت اللجنة: "لكن لديه أدوات فنية أوسع، فهو ينظر أيضًا نحو الشرق متبنّيًا نبرة أكثر تأملًا ورهافة".

وُلد كراسناهوركاي في 5 يناير/ كانون الثاني 1954 بمدينة غيولا بهنغاريا، ونشأ في أسرة متوسطة، ودرس القانون أولاً قبل أن يتخصص في الأدب المجرّي. عمل في الصحافة والنقد الأدبي، ثم تفرغ للكتابة، متنقلاً بين برلين، منغوليا، الصين، اليابان، أميركا، اليونان، وإسبانيا، قبل أن يستقر في بلاده. تجارب الحياة في ظل الحكم الشيوعي، والانهيار الذي أعقب ذلك، انعكست بعمق في كتاباته، إذ صارت نصوصه معابر بين الواقع والرمز وبين الخراب والتأمل.

انطلقت شهرته مع روايته الأولى "تانغو الخراب"، التي تحوّلت إلى فيلم طويل من إخراج مواطنه بيلا تار، وتبعها "كآبة المقاومة" و"الحرب والحرب" و"البارون وينكهايم يعود إلى الوطن"، وصولاً إلى "سيوبو هناك في الأسفل"، التي تعكس انفتاحه على الثقافة والفلسفة الشرقية.

يُعد كراسناهوركاي من أكثر الكتّاب تعاوناً مع السينما، فقد ربطته منذ عام 1988 علاقة فنية وثيقة بالمخرج الهنغاري بيلا تار، الذي حوّل رواياته إلى أفلام من طراز كلاسيكي، أبرزها نسخة "تانغو شيطاني" التي استمرت سبع ساعات وتحوّلت إلى أيقونة في تاريخ السينما الأوروبية.

يربط كراسناهوركاي بين الإرث الأوروبي المتشائم الممتد من كافكا إلى توماس برنهارد، وبين التأملات الشرقية التي وجدها في اليابان خلال إقامته في كيوتو. وقد ألهمته الثقافة اليابانية كتابة عمله "إلى الشمال الجبل، إلى الجنوب البحيرة، إلى الغرب الطريق، إلى الشرق النهر"، الذي يستلهم فلسفة "الفنغ شوي" وسعي الإنسان نحو الجمال الخفي.

رغم شهرته الواسعة، ظل كراسناهوركاي شخصية غامضة بعيدة عن الأضواء. نادراً ما يمنح مقابلات، حتى أن بعض النقاد في بداياته شككوا في وجوده الفعلي. في حوار نادر أجري معه عام 2022، انتقد الكاتب تسارع الزمن المعاصر، معتبراً أن التكنولوجيا "تسلب الإنسان صلته بالواقع وتغرقه في تدفق بلا معنى من المعلومات".

قبل نوبل للأدب، فاز بـ "جائزة مان بوكر" الدولية عام 2015 عن مجمل أعماله ذات الطابع الفلسفي العميق. وفي عام 2024 تُوّج أيضاً بـ "جائزة فورمنتور للآداب" في مراكش، تقديراً لقوّته السردية وقدرته على توسيع حدود الخيال الأدبي.

    

المساهمون