فرج دهام.. تمائم بصرية احترازاً من كورونا

فرج دهام.. تمائم بصرية احترازاً من كورونا

12 فبراير 2021
(من المعرض)
+ الخط -

عبّر الفنان القطري فرج دهام (1956) منذ بداياته عن التساؤلات الأساسية المرتبطة بدور الفن وعلاقته بالوجود الإنساني، متكئاً على معرفة بالتراث والأسطورة وموظّفاً عناصر مستمّدة منهما كجزء من اللاوعي الجمعي، وباحثاً في الوقت نفسه عن تقنيات وأساليب جديدة تستوعب رؤاه الفنية.

في معرضه الجديد "احتراز" الذي افتتح مساء الثلاثاء الماضي في "غاليري المرخية" بالدوحة، ويتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر المقبل، يقدّم دهام مقاربته حول هاجس الخوف الذي أصاب البشرية بعد تفشي فيروس "كوفيد – 19" منذ أكثر من عام.

يضمّ المعرض مجموعة من الأعمال التشكيلية، يسعى الفنان القطري من خلالها إلى عرض تجربة بصرية تحاكي أحد أهمّ المشاعر الإنسانية منذ أزل التاريخ، فالشعوب القديمة صبغت لبوس القداسة لكلّ خطرٍ خافت من مواجهته، وصنعت حوله أسطورة عكستها في تعبيراتها الفنية على نحو رئيسي. ومن هنا تنطلق الثيمة الأساس لأعمال الفنان الأخيرة.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

ينشئ دهام لوحات بأحجام مختلفة، وبمساحات متنوّعة؛ رأسية وأفقية، تتخذ جميعها من الأصفر والبني والأحمر بتدرجاتهما ألوانها التي تبعث في جانب من إحالاتها إلى الإحساس بالقلق والتوتر والمأساة أحياناً، ويظهر تكوين اللوحة مقسّماً إلى مربعات صغيرة بينها خطوط وتصدّعات تعكس الحالة الشعورية الداخلية للإنسان.

في محاولته لوصف هذا الخوف، يقدّم الفنان أيضاً تركيبات أسطوانية الشكل، مطلية بالبني الغامق، ومغطاة بورود من اللون نفسه، وتوحي بالمشاعر ذاتها، التي أشار إليها الفنان في تقديم المعرض بقوله "لا بأس أن نخاف، ونحن نعلم السبب، ولكن الشيء الذي لا بد أن نخافه، المعنى من وراء الخوف".

يتناول دهام تنويعات مختلفة في بحثه عن المعنى من خوفنا، حيث كل فرد يسعى للاحتراز والاحتساب من خطر يداهمه استناداً إلى ثقافته الخاصة، وهي ظاهرة يحاول المعرض تقديم فهم لها، وقد عمد إلى استخدام ما يعبر عن الثقافات المختلفة في أعماله التشكيلية مثل استخدام اللبان والبخور والمسابح وغيرها من المواد ذات الصلة بالموروث العربي، والتي لا تزال تستعمل في طقوس لدرء الخوف.

يلفت الفنان أيضاً إلى "إن الاحتراز من جائحة كورونا، حقيقة صادمة أتت لتفكيك مناعة الحياة العامة حول العالم، وبات الأمل غاية بقيد السياسة الدوائية، ووسيلة لإنقاذ جسد العالم، هكذا تبدو المسألة في ظاهرها عالقة بمأزق تصور آخر يعيدنا لثقافة الإنسان والمكان".

المساهمون