استمع إلى الملخص
- شهد المعرض مشاركة واسعة من مؤلفين وناشرين من 92 دولة، وفعاليات جديدة مثل استوديو البودكاست الزجاجي و"الديسكو الصامت"، وفوز الكاتبة السويسرية دوروثي إلميغر بجائزة الكتاب الألماني.
- تزايد الاهتمام بالكتب الصوتية والحوارات، مع ارتفاع إيرادات الكتب الورقية بنسبة 18% في 2024، وشاركت الفيليبين كضيف شرف مقدمة أدباً متعدد الأصوات.
بعبارات واضحة وصريحة، أشارت الكاتبة الألمانية نورا حدّادة إلى ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزّة، خلال المؤتمر الصحافي لانطلاق الدورة الـ77 من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الثلاثاء الماضي في مدينة فرانكفورت الألمانية، والتي تتواصل حتى بعد غدٍ الأحد. وكان من المقرر أن يقرأ كلمة معرض هذا العام الكاتب الهنغاري لازلو كراسناهوركاي، إلا أنه اعتذر عن الحضور لأسباب صحية، وقرأت الكلمة بدلاً عنه حدادة (1998).
واتهمت الكاتبة الألمانية وسائل الإعلام الألمانية بالتقليل من شأن الجرائم الإسرائيلية هناك، لافتة إلى ما وصفته بـ "الذهان الخطابي" الذي أصاب الرأي العام الألماني بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضافت أن أجزاء واسعة من المشهد الإعلامي في ألمانيا حاولت على مدى عامين الدفاع عن الجرائم في غزّة والتقليل من شأنها، مبينة أن "قليلاً جداً من الكُتّاب رفعوا أصواتهم ضد الرعب هناك".
في الوقت الذي غرقت فيه رواية حدادة الأولى "لا شيء في النباتات" (2023) في عوالم الكحول وتعاطي الكوكايين من شاشة الهاتف المحمول والجنس بلا قيود، مقدمة مشهداً ثقافيّاً على أنه خيالي، تذهب روايتها الثانية "رومانسية زرقاء" (2025) إلى عرض قصة حب كبيرة تتكسّر بين الخفة الفرنسية لميريام والجدية الألمانية ليوليان، وكذلك بين موقفي كل منهما بعد أحداث السابع من أكتوبر، ليكون الحبيبان على طرفين مختلفين، مقدمة حكاية عن الحب والخطاب السياسي، ومأساة حاضرنا المعاصر.
المعرض والجمهور
الدورة الحالية التي يشارك فيها أكثر من ألف مؤلف وناشر، من 92 دولة، وزوار ومهتمون من 140 دولة، أُعلن في افتتاحها فوز الكاتبة السويسرية دوروثي إلميغر بجائزة الكتاب الألماني عن روايتها "الهولنديات".
من جهة أخرى، يبدو أن القائمين على المعرض تأثروا بجائحة كورونا، التي حولت المعرض إلى نسخة افتراضية منذ عام 2020، وصاروا يُضيفون أشياء جديدة تهم الجمهور والزائرين أكثر من اهتمامهم المعتاد بتنظيم لقاءات الوكلاء الأدبيين وممثلي دور النشر لعقد صفقات بيع حقوق النشر للأعمال الأدبية بعيداً عن أعين الجمهور، إذ يعتبر المعرض أكبر سوق تجاري لنشر الكتب في البلاد.
"الذهان الخطابي" أصاب الرأي العام الألماني بعد 7 أكتوبر
84 كاتباً يوقعون كتبهم ضمن فعالية "قابِل المؤلف"، التي تمتد 91 ساعة كاملة، ويُمكن للجمهور أن يحصلوا على توقيع كتّابهم المفضلين، والتقاط الصور معهم. بالإضافة إلى مهرجان القراءة "أوبن بوكس" والاستماع، مجاناً، إلى قراءات لـ 175 كاتباً وكاتبة من أنحاء العالم.
ولأن "الاستماع" يزداد أهمية يوماً بعد يوم، ومع التأكيد على أن الأسواق الإبداعية المجاورة أصبحت أكثر أهمية، فإن هذا يعني بأن تلك الأيام التي كان فيها معرض فرانكفورت يدور فقط حول الكتب قد ولّت. ولذلك يضم معرض هذا العام استوديو بودكاست زجاجياً، بالإضافة إلى فعالية "الديسكو الصامت" والمخصصة لسماع الكتب الصوتية، ويرافقه عزف وموسيقى من مختلف الثقافات.
من جهته تحدث مدير معرض فرانكفورت يورغن بوس عن ازدياد المساحة التفاعلية في المعرض، وبأن معرض فرانكفورت للكتاب "هو المكان الذي تلتقي فيه العوالم" ويعني بذلك توفير "مساحة تفاعلية عالمية في زمن يسوده التوتر الدولي". ثم استطرد "نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى فضاءات للحوار والاستماع والتعاون. مهمتنا هي ربط الناس ببعضهم البعض".
ويتحقق ذلك بشكل خاص من خلال البرنامج الحواري "فرانكفورت كولينغ" الذي يُقام هذا العام على مسرح جديد يُدعى "سنتر ستيج" داخل إحدى قاعات المعرض. وعلى هذا المسرح ستجري نقاشات متعددة، منها، على سبيل المثال، مناقشة بين حاملة نوبل للسلام الفيليبينية ماريا ريسا والأمين العام السابق لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ حول قضايا الأمن والسياسة الدولية.
هذا الاهتمام المتزايد بالكتب الصوتية، والحوارات والمناقشات، لا تعني بأن سوق الكتاب الورقي يشهد انهياراً تدريجياً لصالح الكتب والوسائط الرقمية، فقد كانت دور النشر راضية، إلى حدٍّ ما، عن أداء عام 2024، في حين كان النصف الأول من عام 2025 أضعف نسبياً. ففي عام 2024 ارتفع إجمالي إيرادات قطاع الكتب بنسبة 18% مقارنة بعام 2023، ليصل إلى 9.88 مليارات يورو.
تشارك الفيليبين، ضيف الشرف، بشعار "الخيال يملأ الهواء بالحياة"
وتعزو كارين شميت، رئيسة اتحاد الناشرين الألمان، هذا التحسُّن الإيجابي في سوق الكتب إلى "حماسة القراءة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عاماً".
وتقوم منصة تيك توك هذا العام بتقديم جائزة "تيك توك أوورد" في المعرض. أما دار "لانغينشايدت" فستعلن غداً السبت عن "كلمة الشباب" لهذا العام، وهو حدث ينتظره الكثيرون بفضول. بينما فعاليات "القصص المصوّرة" و"المانغا"، وهي القصص المصورة اليابانية، أصبح لها قاعة خاصة بها منذ سنوات.
أدب متعدد الأصوات
سيكون ضيف هذا العام دولة الفيليبين، التي تحمل إلى المعرض ما يمكن وصفه بأدب متعدّد الأصوات، إذ في جزر الأرخبيل، التي يبلغ عددها 7641، يتحدّث السكان نحو 134 لغة مختلفة.
وتحمل مشاركة الفيليبين شعار "الخيال يملأ الهواء بالحياة"، ومن خلالها يُطرح 60 كتاباً جديداً مترجماً إلى الألمانية لأول مرة، غير أن معظم هذه الكتب تُرجمت من اللغة الإنكليزية، وهي اللغة الوطنية الثانية إلى جانب التغالوغ/الفيليبينية. بالإضافة إلى تقديم معارض ومنتجات وفعاليات من الفلكلور الفيليبيني.