فتحي عفيفي.. المصنع في اللوحة لأربعين عاماً

فتحي عفيفي.. المصنع في اللوحة لأربعين عاماً

09 مايو 2022
من المعرض
+ الخط -

بعد حصوله على دبلوم الثانوية الصناعية عام 1968، عمل فتحي عفيفي فنياً في المصانع الحربية وهناك بدأ يرسم مشاهد العامِلين ويومياتهم على سبيل الهواية، إلى أن قرّر الالتحاق بكلية الفنون لينالَ بعدها شهادةً من قسم الدراسات الحُرّة  فيها عام 1974.

استحوذت "ماكينة" المصنع والشغّيلة على لوحات الفنان التشكيلي المصري (1950) الذي شارك في جميع المعارض العامّة لـ"اتحاد العمال" منذ بداية الثمانينيات، حيث بدأ احترافه للرسم متأثراً بعدّة فنانين وفي مقدّمتهم حامد عويس (1919 - 2011).

"الرحلة" عنوان معرضه الجديد الذي يُفتتح عند السادسة من مساء غدٍ الثلاثاء في "غاليري بيكاسو" بالقاهرة، ويتواصل حتّى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، الذي يضمّ أعمالاً تمثّل مراحل مختلفة من تجربته التي تتّسم بالفِطرية رغم تلقّيه تدريباً فنّياً أكاديمياً.

لم يرسم الفنّان كفاح العُمّال في سياق التوجّهات الاشتراكية التي سادت مصر في ستينيات القرن الماضي، حيث نزع العديد من الفنانين إلى التركيز على قيمة العمل كجزء من الدعاية الرسمية، إذ كانت هذه المفردات قد تراجعت من لغة التشكيل المصري حين بدأ عفيفي الرسم.

الصورة
من المعرض
من المعرض

والأهمّ من ذلك كلّه، أنّ رؤية عفيفي كانت منغمسة في الواقع بعيداً عن تصوّرات خارجة عنه أو مستلَبة أيديولوجياً، إذ يظهر العامل في لوحاته بمشاهد عديدة لا يرصدها سوى مَن امتهن العمل في المصانع، غارقاً في نقل تفاصيل تتّصل بعلاقتهم مع الآلة، أو كيفيّة قضائهم وقت الاستراحة، أو تصوير ذهابهم إلى العمل وإيابهم منه.

تتنوّع أدواته التي يرسم فيها حيث غلب اللّونان الأبيض والأسود على لوحاته الأُولى التي كانت مشحونة بالعاطفة وبالبُعد الدرامي في تصوير حركة العمّال وتواصلهم في ما بينهم، قبل أن يستخدم الألوان الزيتية في تصويره تفاصيل الآلة نفسها وتركيبها الفني، أو في رسم البورتريهات.

ثمّة مقاربة خاصة لأنسنة الآلة التي تبدو أجزاؤها قريبة من الشكل الآدمي، أو في التعبير عن علاقة العامل فيها التي تُبرز الدفء والحميمية، أو في مقاومته لفكرة الخضوع لها، وكأنّه يتشارك الحياة معها ولا يريد الاعتراف بهيمنتها بوصفها رمز الرأسمالية وإحدى مظاهرها.

إلى جانب حياة المصنع، رسم عفيفي الاحتفالية الشعبية من خلال لوحات تتضمّن طقوس المولد في المسجد وزيارة قبور الأولياء والصالحين، أو تقاليد الخِتان، أو عالم السيرك والكلاب والقِردة والراقِصات الممتلئات، والفتوّات في الحارات المصرية والباعة المتجولين والمهن العديدة مثل الحلّاق والخبّاز والعطّار والحدّاد وغيرهم.
 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون