غياب كمال الدين الغانمي: رهانٌ مسرحيّ خارج العاصمة

غياب كمال الدين الغانمي: رهانٌ مسرحيّ خارج العاصمة

22 يوليو 2021
كمال الدين الغانمي
+ الخط -

بفضل حضوره في عدد من الأعمال الدرامية التونسية، مثل "إخوة وزمان"، و"قمرة سيدي محروس"، و"شرع الحب"، و"مال وآمال"، و"خطى فوق السحاب"، حقّق الممثل التونسي كمال الدين الغانمي شهرته التي دعمها حضوره (ولو كضيف شرف) في سلسلة "شوفلي حل" التي تعدّ أكثر الأعمال مشاهدة في العقد الأخير.

لكن هذه الشهرة التلفزيونية كانت تحجب مجال اشتغال الغانمي الأساسي وهو التمثيل المسرحي. رحل الغانمي عن عالمنا يوم أمس، ولعلّ ما يميّز تجربته المسرحية هو بقاؤها خارج العاصمة بما في ذلك من رهان على جمهور يختلف عن ذلك الذي يؤم القاعات الكبرى.

نشط الممثل التونسي في مدينة باجة (قرابة 110 كيلومتر غرب تونس العاصمة)، ضمن فرق أبرزها "جمعية النجاح المسرحي الباجي" و"جمعية الحبيب الحداد للمسرح" و"الأمل الجديد للمسرح".وضمن هذه التجارب قدّم أعمالاً عرفت بعض الإشعاع مثل: "هذا علاش"، و"رحلة إلى الملك"، و"عنترة لا يموت مرتين"، و"ناسك رحلوا".

ولعله من الجدير أن نشير إلى إشكاليات تأسيس مسرح جماهيري في مدينة مثل باجة التي تفتقد مثل معظم لمدن التونسية إلى بنية تحتية ثقافية، كما تقع بين قطبين مسرحيين؛ تونس العاصمة بثقلها الديمغرافي، ومدينة الكاف ذات الحضور المسرحي المكثّف منذ سبعينيات القرن الماضي حيث كانت نقطة ارتكاز حركة تجديد فنّي قبل أن تستوعب أبرز أسمائها تونس العاصمة.

حين نتابع اهتمام وسائل الإعلام المحلية برحيل الغانمي سنجد بأنها استندت جميعها إلى بلاغ وزارة الثقافة الذي نعت فيه الممثل الراحل، والتوقف عند نفس النقاط التي ذكرها البلاغ مثل الأعمال التي شارك فيها أو المهرجانات والتظاهرات الوطنية والدولية التي حضرها كممثّل أو كمشارك في تنظيمها.

المساهمون