علي شمس الدين.. واقع لبناني على ضوء التجريد

16 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 06:03 (توقيت القدس)
جانب من المعرض (صفحة الغاليري على فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعكس معرض "ضوء في ظل الخراب" للفنان اللبناني علي شمس الدين تأثير الحروب على الحياة اليومية في لبنان، من خلال لوحات تجريدية تعبّر عن الصراع بين الحضور والغياب، والنجاة والانكسار، باستخدام ثنائية اللون والقماش.

- تتنوع اللوحات بين الألوان الزاهية والداكنة، وتحوّل الأشكال المألوفة إلى مساحات هندسية، مما يعكس تفكك الواقع وعمق التجربة الإنسانية، مع رسائل مباشرة نحو الواقع العربي.

- يتيح المعرض للمشاهدين فرصة للتأمل في العلاقة بين الفن والواقع، وكيف تعكس اللوحات التعبيرية تجارب الإنسان أثناء الحروب، متقاطعاً مع معارض فنية أخرى تركز على أثر الأزمات.

بدأ الفنان اللبناني علي شمس الدين منذ نحو عامين، العمل على مجموعة أعمال تصوّر آثار الدمار في البيوت والجدران، والتي خلّفها العدوان الإسرائيلي على بلدته عربصاليم بجنوب لبنان، وعلى الرغم من أن الأعمال لا تصوّر العنف بما هو ماثل، إلا أنها تقارب أبعاده عبر أجساد وهياكل هشّة، تعكس مقاومة الحياة في وجه الخراب، مستحضرة أثر الدمار من خلال ثنائية اللون والقماش.

في قلب فضاء Art District ببيروت، اختتم منذ أيام معرضه "ضوء في ظلّ الخراب"، الذي يقدّم رؤية عميقة لتأثير الحروب والإبادة الإسرائيلية على الحياة اللبنانية اليومية، مستنداً إلى تجربته الشخصية ومحيطه المباشر. هنا، بين الألوان والفراغات، يجد المشاهد مساحة للتأمل في أثر العنف على الروح والمجتمع، بعيداً عن التمثيلات المباشرة.

تتنقل اللوحات بين ألوان وردية وأُخرى سوداء، لتصوّر الصراع المستمر بين الحضور والغياب، وبين النجاة والانكسار، حيث يتبع المعرض مقاربة تجريدية، تعتمد على التأمل العميق، بعيداً عن أي إثارة أو مبالغات صادمة. كما تتنوع اللوحات بين كبيرة وصغيرة، بعضها يستحضر تفاصيل يومية بسيطة متأثّرة بالخراب، بينما تبرز أعمال أُخرى صراع الألوان مع الفضاء الأبيض للوحة، ما يمنح فرصة للتفكير في معنى النجاة.

تتحول أشكال الكائنات المألوفة إلى مساحات هندسية وخطوط حادة

تتميز اللوحات بالتجريد التعبيري والعناصر الزخرفية المُضمَرة، حيث تتحول الأشكال المألوفة، مثل الخيول والأسماك والأيادي والأوجه، إلى مساحات هندسية وخطوط حادّة ومُنحنيات، تعكس تفكّك الواقع وعمق التجربة الإنسانية. يعتمد الفنان على الاكتظاظ اللوني لخلق إحساس بالحركة، بينما تجمع باليتة الألوان بين الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر والبرتقالي، مع استخدام اللونين الرمادي والأسود لربط العناصر وإضفاء توازن بصري.

على الرغم من التجريدية، تحمل عناوين اللوحات رسائل مباشرة نحو الواقع العربي، مثل لوحة "عودة السلمون: كل شيء سوف يبدأ من جديد"، حيث يرمز السلمون إلى الهجرة والقدرة على العودة إلى المنبع، وأيضاً "(سقطت يدك فالتقطها): تحية إلى محمود درويش وضياء العزاوي"، التي تُكرم رموزاً ثقافية ترتبط بالقضية الفلسطينية، بينما تعكس الأشكال المتشابكة والحركة العنيفة حالة النضال المستمرة.

من المعرض (صفحة Art District على فيسبوك)

يترك معرض "ضوء في ظل الخراب" مساحة للمشاهدين للتأمل في العلاقة بين الفن والواقع، وكيف يمكن للوحات التعبيرية أن تعكس تجارب الإنسان أثناء الحروب، ما يضعه من حيث هذه الثيمات، على تقاطع كبير مع عدد من معارض الدخول الفني لخريف العام الجاري (من ضياء العزاوي إلى عادل عابدين وغسان زرد)، والتي تقدّم في أغلبها تأملات في أثر الحروب والأزمات على الحياة اليومية والمجتمع، من خلال التراكيب والخامات المتعددة.