علي ألب أرسلان... استعادة الخطّاط المؤرّخ

علي ألب أرسلان... استعادة الخطّاط المؤرّخ

24 فبراير 2021
(من أعمال علي ألب أرسلان)
+ الخط -

تعدّدت انشغالات علي ألب أرسلان (1925 – 2006) بين التأريخ والكتابة الأدبية في جملة مؤلّفات مثل "تاريخ الخط العثماني" و"مع الأدب والخط"، وبين ممارسته الخط العثماني بحروفه العربية في عشرات الأعمال، إضافة إلى تدريسه أسس الخطوط وأنواعها.

بالتزامن مع مرور خمسة عشر عاماً على رحيله، ينظّم "مركز الثقافة والفنون" في بلدية الفاتح بمدينة إسطنبول معرضاً استعادياً بعنوان "خطّاط القلم الرشيق"، يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، ويضمّ اثنين وسبعين عملاً تمّ استعارتها من طلّاب أرسلان، بالإضافة إلى جامعتين تركيّتين تحتفظان بعددٍ منها.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يضيء المعرض تجربة واحد من أساتذة الأدب التركي القديم والخبراء المختصين في الحرف العربي على صعيد التنظير والممارسة. وقد نسخ أرسلان معظم أعماله بخطّ الديواني الذي كان يستعمل لكتابة المراسلات في بلاط السلطنة العثمانية، والذي يعتمد استدارة الحروف وتداخلها مثل الديواني، إلّا أنه يتميّز بكثرة علامات الزخرفة التي توضع بين الحروف، إلى جانب خطّ الرقعة الذي استُنسخ منه الخطّان السابقان.

ترك أرسلان الكثير من الحروفيات التي خطّها في العديد من المساجد والنوافير والأضرحة العامة في منطقة أسكدار بأسطنبول، واشتهرت أعماله التي عكست معرفة معمّقة بتاريخ وأنماط الكتابة، وأساليب وطرائق أبرز الخطّاطين في تركيا وإيران والعالم العربي.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

انحاز إلى المدرسة التقليدية في الخطّ، حيث لم تغوِه المدارس والتيارات الحداثوية التي سادت بعد منتصف القرن الماضي وأدخلت الحرف كعنصر من عناصر اللوحة. هكذا، ظلّ معنياً بأساليب التعليق المشهورة بالخطّ الفارسي، خاصّةً، وبالزخرفة التي أضافها العثمانيون للخطوط خلال مرحلة كتابتهم بالحرف العربي.

وتعكس إقامة معرض لأرسلان للمرّة الأولى الاهتمام المتزايد بالثقافة العثمانية في تركيا، حيث يُنظر إليه كأحد الذين أحيوا اللغة التركية القديمة بعد أن استبدلت بأبجدية لاتينية بدءاً من عام 1928، وقد تزايد عدد طلابه في الثمانينيات وأصبح لديه العديد من المقلدين في معظم أرجاء العالم الإسلامي.

في كتابه "حدائق البسملة"، يوثّق عبارة "بسم الله" بالعديد من الخطوط مع تنظيره لمعنى الاستهلال بالبسملة في الثقافة الإسلامية، حيث رأى أنّ جانباً من جمالياتها يتعلّق بكونها فاتحة الحياة وشريكة المسلم في الأكل والشرب والقراءة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون