عقيل أحمد.. اللغة مفهوماً بصرياً
درَس الفنان التشكيلي السوري عقيل أحمد الحروفيات على يد عدد من الخطاطين السوريين عبد الجليل عليان وهيثم سلمو، كما التحق بمعهد الفنون التطبيقية" ثم أكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة في حلب وتخرّج منها عام 2011.
"مكنون في حروف كثيرة" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح في الخامس والعشرين من الشهر الماضي في غاليري "دار الفنون" بالعاصمة الكويتية، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، ويضمّ أعمالاً تمزج بحور الشعر ومقامات الموسيقى باستخدام الحرف العربي.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول أحمد "إذا لاحظنا تطوّر الفكر في استخدام الحرف العربي في التشكيل العربي من حالته الكلاسيكية، واستخدامه بشكله الكلاسيكي داخل العمل الفني، إلى البحث في هيكلية الحرف بحدّ ذاته، والبحث أيضاً عن أفق معاصر لوجوده في اللوحة، فإنه تطور من وجود داخل لوحة إلى هيكل أساسي في اللوحة يُبنى عليه البحث التشكيلي، وتطوّر من حيث المفهوم من استخدامه الإنشائي إلى استخدام بصري تجريدي خالٍ من الإنشاء، إلى جانب البحث في الأفق الصوفي والحالة الحركية الديناميكية للحرف العربي".
ويشير إلى أنه بدأ البحث في تجربته ولا يزال عن مفاهيم معاصرة جديدة للحرف العربي بروح التبسيط التجريدي، والاجتهاد من خلال الشكل واللون والقالب العام للوحة، موضحاً أن بحثه يتركّز على "تحويل مفهوم اللغة إلى مفهوم شكلي بصري بعيد عن الحالة الإنشائية للقصيدة، وإيجاد لفتة وحركة لتحقيق التوازن بين السيطرة والعفوية".
وكانت رحلته الفنية حول الإدراك، والعاطفة والإحساس، التي تشكّل بالنسبة إليه أساس العمل الفني، كما يوضّح، ساعياً من خلال مشروعه الجديد إلى البحث في دواخل الحرف العربي من خلال الحركة والانفعال في كل لوحة ، والبحث أيضاً عن مفردات شعرية تناسب خياله لتكون محرّكاً أساسياً في الانفعال من حيث اللون والحركة والشكل العام، وكلّ عمل هو جزء غير منته، وجزء من كون مليء بالانفعالات والحالات الوجدانية.
ويلفت عقيل إلى إنه في مشروعه "مسوّدات"، ينزع إلى استخدام مواد جديدة والتغيير في الشكل العام للوحة، والانتقال من حالة لوحة الحامل المسطحة إلى أفق تشكيلي جديد هو الحالة الصافية للمسودة، لأن المسودة من وجهة نظره تحمل مدلولات صافية مليئة بالمشاعر والأحاسيس وبعيدة عن التكلف.
