عصماء أخنوش.. فوتوغراف بيت العائلة

عصماء أخنوش.. فوتوغراف بيت العائلة

13 ديسمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تواصل الفنانة الفوتوغرافية المغربية عصماء أخنوش (1973) تجريبها منذ تفرّغها للتصوير خلال السنوات الماضية، بعد دراستها الهندسة وإدارة الإعمال وعملها في مجال التسويق حوالي عقدين، حيث تعتمد أساليبَ وتقنياتٍ حديثة في الطباعة والكيمياء المخبرية للصورة.

وتلقّت دراسة منتظمة في الفوتوغراف الرقميّ، حيث التحقت بأكاديمية التصوير في الدار البيضاء عام 2013، وقامت بمجموعة من الأعمال تركّز على استكشاف الذاكرة، وتسعى إلى استعادة المشاعر الشخصية والغنائية التي يمكنها التأثير على الملتقّي في استرجاع طقوس وأجواء الماضي أكثر من اهتمامها بالأمكنة والفضاءات التاريخية.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

"المنزل الذي يسكنني" عنوان معرض أخنوش الذي افتُتح في السابع والعشرين من الشهر الماضي في "مؤسّسة فريد بلكاهية" بمدينة مراكش (325 كلم جنوب الرباط) ويتواصل حتى السابع والعشرين من الشهر المقبل، في إطار سلسلة عروض المؤسّسة المخصّصة لترويج الصورة الفوتوغرافية المعاصرة.

تعتمد الفنانة تقنية السيانوتايب التي تقوم على طباعة مباشرة على ورق لا يُشترط فيها الظلام التام كما هو متّبع في الطباعة الفوتوغرفية التقليدية، ويتمّ خلالها إنتاج طباعة سماوية زرقاء أو بنية اللون، وتعدّ عملية بسيطة ومنخفضة التكلفة لإنتاج نسخ من الرسومات عبر استخدام مادتين كيميائيتين هما سترات أمونيوم الحديديك وفريسيانيد البوتاسيوم.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

وتترجم أخنوش رؤيتها من خلال مزج التصوير الفوتوغرافي مع الألوان المائية، والتعامل مع التركيب اللوني بحساسية عالية، حيث تعيد إنتاج المَشاهد المنتقاة من تاريخ مدينة مراكش بأسلوب يبرز عناصر على حساب أخرى، وخاصّة بعض التفاصيل التي تتضمّن كتباً أو إكسسوارات أو أدوات منزلية أو غيرها.

في إحدى الصور، يظهر كتاب "حكايات من الشرق والغرب" للصحافي والكاتب المصري محمد التابعي وبجواره ساعة منبّه على طاولة خشبية، كما تضمّ صورةٌ ثانية طفلاً بلباسه المغربي التقليدي يقف في ساحة البيت وبيده لعبة يسيّرها فوق جدار، إلى جانب صورة أخرى لفتاة تساعد أمهّا في تقطيع العجين من أجل صنع الكعك.

وتشير أخنوش في تقديم معرضها إلى أن والدها رحل وهي لا تزال طفلة، حيث كانت تسكن في بيت مبني من الطوف الأحمر مع والدتها وشقيقتها، وبعد انتقالهم من البيت وإغلاقه مدّة ثلاثين عاماً، عادت إليه لتنظيفه لغاية بيعه، وهنالك شدّ انتباهها بعض أثاث المنزل وثلاث أشجار برقوق وأربع شجرات برتقال كانت تلعب بقربها خلال طفولتها.

عناصر عديدة تحتويها الصوَر، منها ألعاب من ورق وإبريق شاي فضّي وأكوم من الكتب وسجّاد مفروش في الصالة، ويدان تشكّلان ضفائر فتاة صعيرة ذات شعر داكن جدّاً، وجهازا تلفزيون وهاتف قديم الصنع، وحقيبة سوداء بتصميم كلاسيكي، وأواني طبخ عتيقة.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون