عباس أخافان.. تنويعات على أنقاض تدمر

عباس أخافان.. تنويعات على أنقاض تدمر

11 أكتوبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تتنوّع اشتغالات الفنان الإيراني، المقيم في كندا، عباس أخافان (1977) بين الأعمال التركيبية والإنشائية والنحت والفيديو، إلى جانب العروض الأدائية، ويتناول خلالها ثيمات عديدة تتصل بعلاقة الفرد بمساحات منزله، وما يفرضه ذلك من انتماءات إلى مجتمع أو منطقة جغرافية.

حتى السابع عشر من الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري تشيزنهال" بلندن معرضه الجديد تحت عنوان "نهاية المشهد: تنويعات على الحماقة"، والذي افتتح في الرابع عشر من آب/ أغسطس الماضي، ويضمّ عملاً تركيبياً يعبّر عن فكرة إعادة إحياء أنقاض مدينة تدمر الاثرية في سورية.

يشكّل ّخافان كلّ عمود من أعمدة المدينة كمنحوتة لوحدها في سياق تأملاته في واقع البشر بوصفهم كائنات معاصرة تعيش بين المباني القديمة، والتي غالباً ما تكون أطلالاً، وكذلك في تلك الصلات الغريبة بين الناس وعلم الآثار والطبيعة.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يحاكي الفنان الإيراني مأساة تدمر التي يعود بناؤها إلى أكثر من ألفي عام، عبر استعارة قوسها الضخم الذي دمّرته "داعش" عام 2015، وتبدو فكرة استعارته بالفن موازية لمحاولات افتراضية جرت عبر اعتماد عدد كبير جداً من الصور الفوتوغرافية التي تحوّلت من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى نسخة مطابقة للقوس المدمّر، صمّمها "معهد الآثار الرقمية" في "جامعة أكسفورد"، بالتعاون مع "جامعة هارفرد" الأميركية.

يستند أخافان في بحثه إلى التنقيب عن الطرق التي يتم بها تشييد مثل هذه الهياكل الأثرية في الخيال العالمي، ونقلها إلى ما وراء سياقاتها الأصلية، في شكل من أشكال السخرية على الواقع الذي تمثّله السياسة في مستويات متعدّدة، حيث سيتمّ ترميم القوس الأثري في لحظة مكثفة من الإحساس بالخراب والدمار الذي تعيشه سورية، ليبدو الترميم مجرّد فكرة استعراضية أو ضرباً من ضروب الحماقة.

بين أدلجة التراث ومؤامرة السياسة التي لا تنتهي، يأتي المعرض الذي يحيل إلى دلالات متعدّدة، حيث وقعت هذه الآثار رهينة نهب غربي منظّم وأنظمة غير قادرة على حمايتها، لينتهي المشهد إلى تشريد ملايين السوريين الذين تمّ تسييس قضيتهم أيضاً والتلاعب بها بحسب مصالح متضاربة للعديد من الدول.

كتب أخافان عبارة "مخلب القط" على سطح الغاليري، والتي تعود إلى  أحدى حكايات الكاتب الفرنسي لافونيتن، وفيها يقوم قرد بخداع قطة، لكن تلك العبارة لا يستطيع مشاهدتها زوّار المعرض الذين يقدّم لهم صورة فوتوغرافية للسطح الذي يظلّ غير مرئياً بالنسبة إليهم، ليبدو هذا التلاعب جزءاً من فكرة المعرض نفسه.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون