طراد الكبيسي.. رحيل صاحب "شجر الغابة الحجري"

طراد الكبيسي.. رحيل صاحب "شجر الغابة الحجري"

03 ديسمبر 2020
(1937 - 2020)
+ الخط -

ينتمي الناقد العراقي طراد الكبيسي (1937 – 2020) الذي رحل أمس الأربعاء قي لندن بعد صراع طويل مع المرض، إلى جيل الستينيات من الكتّاب الذين منحوا الحركة الإبداعية العراقية زخماً وحيوية، من أمثال يوسف الصائغ وسعدي يوسف وفاضل العزاوي وآخرين.

ولد الراحل في مدينة هيت غرب العراق وتعلمّ في مدراسها، ثم انتقل إلى بغداد حيث تخرّج من كلية الآداب في جامعتها عان 1962، وكتب في الصافحة الثقافية وهو لا يزال مقعد الدرس، وترأس تحرير مجلة "الأقلام" التي تأسّست عام 1973 واستقطبت أبرز المثقفين العرب، إلى جانب رئاسته لتحرير الموسوعة الصغيرة في وزارة الثقافة العراقية.

بدأ الكبيسي مشواره شاعراً حيث أصدر عام 1968 مجموعته الشعرية "أوراق التوت" عن "دار الغري الحديثة"، والذي نُشر ضمن تاُثّره بتيارات التجديد في الشعر العربي التي ظهرت خلال العقدين السابقين، لكنه توقّف بعدها عن كتابة القصيدة وتوجّه إلى النقد.

وكان مؤلّفه النقدي الأول بعنوان "شجر الغابة الحجري" (1975) الذي سيتوقف فيه عند الطليعية في الشعر والكتابة الجديدة والتراث وهو موضوع سيحفر فيه عميقاً خلال العديد من إصداراته، وإعادة تقييم مفهوم الحداثة في الشعر، كما سيدرس نماذج من شعر سعدي يوسف وبلند الحيدري وحسين مردان في الكتاب.

"التراث العربي كمصدر في نظرية المعرفة والإبداع في الشعر العربي الحديث" عنوان كتابه الذي صدر عام 1978، وفيه يرى أنه "حتى يمكن أن يصير التراث مصدراً من مصادر نظرية المعرفة في الاجتماع والسياسة والاقتصاد والإبداع الفني والثقافي؛ لا بدّ أن يكون هناك اختيار ووعي بالحاجة إلى الاختيار".

ويصل الكبيسي أنه "حتى يصير اتراث العربي جزءاً من تجربة الشاعر المعاصر وداخلاً في ثوابته الفكرية والإبداعية يتطلّب في رأيناً أموراً ثلاثة: رؤية ذاتية نقدية متسعة. فالتراث ليس شيئاً نقرأه ونحفظه، بل نحياه ونمارسه، ولذا لا بد من أن ننخله ونهضمه ونرتقي به إلى مستوى قضايانا المعاصرة، وتحقيق العلاقة الجدلية بين الموضوعة التاريخية والموضوعة المعاصرة الموظّف لها، وتكافئ العلاقة بين الرؤية الذاتية والتقدير الشخصي من جهة، وبين الحقيقة الموضوعية في إطارها التاريخي من جهة أخرى".

أصدر الراحل العديد من المؤلّفات منها "في الشعرية العربية: قراءة جديدة في نظرية قديمة"، و"الغابة والفصول"، و"مداخل في النقد الأدبي"، و"هكذا كلمتني الرواية"، و"ارتحالات الشعر في الزمان والمكان"، وغيرها.

المساهمون