طبعاً أحِنّ

طبعاً أحِنّ

07 اغسطس 2022
من الانتفاضة الفلسطينية الأُولى، الناصرة في كانون الأول/ ديسمبر 1987 (Getty)
+ الخط -

الانتفاضة الأولى من 8 ديسمبر/كانون الأول 1987 حتى 13 سبتمبر/أيلول 1993 مضت، ونُسيت، ربما لأن من توكلوا بحصادها، خانوها في المقام الأول. لقد تمخضت بأيديهم عن اتفاقية أوسلو الوبيلة، واليوم مرت طوفات كثيرة تحت جسر الزمن: ثلاثة عقود تقريبا، ولّت بحكاياتها وملحمتها البطولية، لكن بانوراما تلك اللحظة لم تُكتب بعد، وهذا النقص في التأريخ يشوّه فهم تلك الفترة.

ربما كانت السمة الأكثر تميزًا لتلك الفترة المجيدة، هي توحّد الشعب في غزة والضفة، على قلب رجل واحد: القيادة الوطنية الموحَّدة. حالة لم نشهد لها مثيلا في ما بعد. حالة لم تكن هي الحالة الطبيعية لشعبنا، بعد انتهائها، أبداً. لقد حلّ الانقسام بدل التناغم والانسجام. الشعب صار شعبين، بنظامَي حكم مختلفين تماماً. وما يحدث من كوارث الآن ومنذ قتل أبو عمار، يعرفه الجميع.

طبعاً، أحن إلى تلك الفترة الذهبية من نضالات شعب مظلوم. لقد كنت فاعلاً فيها، بقدر ما تستطيع قواي: توزيع مناشير وتحريض ومشاركات في المظاهرات، ورمي حجارة على جنود المحتل، صدور عزلاء لكن كلّها إيمان بجدوى النضال، أمام جندي فاشي مسلّح من رأس لقدم. أحن إليها واعتبرها أنبل الأوقات وأنظفها، التي شهدها أبناء جيلي.

سقا الله تلك الأيام! نحن أين وهي أين؟ شعب صلب وعنيد ومؤمن بقضيته ويضحي يوميا من أجلها، والآن تحول لشعب محكوم بالراتب، في حالة وهن كامل. لا حول الله!


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية

المساهمون