شيهارو شيوتا.. أسرّةٌ ومفاتيح ونجومٌ قريبة

شيهارو شيوتا.. أسرّةٌ ومفاتيح ونجومٌ قريبة

10 يناير 2021
(شيهارو شيوتا في برلين، 2016، Getty)
+ الخط -

تشتبك الفنانة اليابانية شيهارو شيوتا (1972) في أعمالها التركيبية والنحتية الضخمة مع قضايا راهنة مثل الإبادة الجماعية والحروب والهجرات القسرية، حيث يتكرّر استخدامها لخامات معينة مثل الخيوط والمفاتيح والصناديق والتي باتت تعكس مفاهيم محدّدة تتعلّق بعالم خالٍ من الأسلحة، ووقْف العنف ضد المرأة، وجدل الوعي والجسد البشري.

"أنا آمل" عنوان معرضها الذي يفتتح في "غاليري كونيغ" ببرلين الثلاثاء المقبل (12 كانون الثاني/ يناير الجاري) ويتواصل حتى الثامن عشر من شباط/ فبراير المقبل، ويشكّل امتداداً لتجربتها في تجهيزات تتناول الهشاسة والتعقيد اللذين يصوغان حياة الإنسان المعاصر بمزيد من القلق والأسئلة.

الصورة
(المفتاح في اليد" لـ شيوتا، Getty)
(المفتاح في اليد" لـ شيوتا، Getty)

لطالما استخدمت شيوتا المفاتيح التي تحيل إلى دلالات متعدّدة، فهي التي تقودنا لفتح المجهول والغامض في المستقبل، لكنها في الوقت نفسه تشير إلى الماضي وما يتراكم من ذكريات، ونغلق بواسطتها على ما نخبّئه من أشياء ثمينة نخشى فقدانها، وتواصل أيدينا اللعب بها بعفوية دائماً.

في معرضها الحالي، تقدّم تجهيزاً جديداً كامتداد لأعمالها السابقة مثل "المفتاح في اليد" (2015)، و"يداً بيدٍ" (2019)، ويظهر مثل سماء منسوجة يديوياً بخيوط حمراء ساطعة اللون، ويتعلّق بها آلاف المفاتيح المعدنية تغطّي جميع أنحاء الأرض، وتظهر كأنها نجوم لكنّها قريبة لدرجة كافية للمْسها، وتستند إلى قاربين خشبيين قديمين.

يهمين اللون الأحمر على معظم أعمال شيوتا في سعي متقصّد إلى خطف نظر المتلقّي وتشتيته في آن، بما يتوافق مع إيقاع العالم الذي تتلاحق فيها الصور في إبهار بصري دون أن تستطيع الذاكرة القبض عليها بسبب سرعة تدفّقها.

الصورة
("يداً بيد" لـ شيوتا، Getty)
("يداً بيد" لـ شيوتا، Getty)

أما الخيوط المتشابكة، فتغزل الفنانة من خلالها العلاقات الإنسانية الني تتغيّر باستمرار، فتكون مشدودة أحياناً ومرتخية أحياناً أخرى، وتتناوب فيها درجات التعقيد والتشابك واليسر والمرونة على نحو يحيلها إلى متاهة تذكّر الفرد بعجزه عن فهم طبيعة صلاته مع الآخر رغم كلّ التطوّر في وسائط الاتصال الذي شهده العالم خلال العقدين الماضيين.

تُضمّن الفنانة المقيمة في ألمانيا موادَ دائمة الاستعمال في الحياة اليومية، مثل الحقائب والصناديق والملابس والأحذية والأسرّة، وهي مواد ترتبط بذكرياتنا وتلازمنا وتبعث التساؤلات حول معنى وجودها.

في هذا السياق، تكرّس شيوتا فنّها لاستكشاف الذاكرة خارج حدود اللغة والثقافة والجغرافيا، فهي خيوط حمراء تلفّ حياة الجميع، وتعمّق إحساس الإنسان بعدم اليقين في زمن مضطرب القيم والمعايير، وتأخذ لون الدم الذي تغرق فيه شعوب عديدة بسبب الحروب والنزاعات الداخلية وبطش السلطة، وهي تشكّل الأمل الذي اختارته الفنانة عنواناً لمعرضها.

تدرّس شيهارو شيوتا الفنون المعاصرة في عدد من الجامعات الأوروبية، وكان أول عمل لها أن طلت جسدها كاملاً بطبقة من طلاء المينا الأحمر، الذي لم يغادر عوالمها إلى اليوم.

 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون