استمع إلى الملخص
- يعكس المعرض تحولات أسلوب التوني وتطوّر رؤيته التشكيلية، حيث تتنوع الأعمال بين اللوحات الزيتية وأعمال الباستيل والتصميم الطباعي، مستمدة من التراث الشعبي العربي.
- وُلد التوني في بني سويف عام 1934، وبرز في تصميم أغلفة الكتب، حيث أنجز أكثر من أربعة آلاف غلاف، وحاز العديد من الجوائز الفنية.
يستضيف "غاليري بيكاسو" في القاهرة معرضاً استعادياً للفنّان المصري الراحل حلمي التوني (1934 - 2024) بعنوان "شوف الزهور واتعلم"، يضمّ خمسين عملاً فنّياً من معارض مختلفة أُقيمت على مدار نحو أربعين عاماً. ويستمر المعرض، المقام بالتزامن مع عيد "شم النسيم" وقدوم الربيع الذي درج الفنان على إقامة معارضه خلاله، حتى الخامس من أيار/ مايو المقبل، ليكون المعرض الاستعادي الأول بعد رحيل صاحبه في سبتمبر/ أيلول الماضي، خاصة أنه يقدم نظرة شاملة على تجربة فنية امتدت لعقود، وارتبطت بمراحل مختلفة من تطور الحركة التشكيلية في مصر.
يتيح المعرض التعرّف على تحولات أسلوب حلمي التوني وتطوّر رؤيته التشكيلية من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال التي تنتمي إلى فترات زمنية متباعدة، وتتنوع في تقنياتها بين اللوحات الزيتية وأعمال الباستيل والتصميم الطباعي، حيث اختيرت هذه الأعمال من معارض فردية سابقة.
يأخذ عنوانه من مقطع شعري كتبه بيرم التونسي وغنّته أم كلثوم
يأخذ المعرض عنوانه من مقطع شعري كتبه بيرم التونسي "شوف الزهور واتعلم.. بين الحبايب تتكلّم"، وغنّته أم كلثوم في أغنيتها "الورد جميل" عام 1947. ويعكس اختيار العنوان ميل التوني إلى استخدام الإشارات الثقافية الشعبية في عناوين معارضه، كما يعكس جانباً من فلسفته في النظر إلى الفن بوصفها وسيلةً للتفاعل البصري مع المحيط والذاكرة.
تتسم أعمال التوني بحضور لافت للألوان الزاهية والتكوينات الزخرفية، مع اعتماد على رموز وعناصر مستقاة من التراث الشعبي العربي، خصوصاً المصري. وتَظهر في لوحاته شخصيات نسائية، ونباتات، وحيوانات، وأشكال هندسية، إلى جانب مشاهد يومية تُرصد بعين فنية تجمع بين البساطة والتكرار الرمزي. ويتعامل الفنان مع هذه العناصر بأسلوب تزييني دقيق، لا يخلو من تأمل فني يوازن بين الطفولة والبصيرة.
ويمثل المعرض فرصة لتأمّل علاقة التوني بالموروث البصري، وقراءته الخاصة له من منظور حداثي، حيث مزج بين السخرية والاحتفاء، وبين العفوية والتقنية. كما يسلّط الضوء على أحد أبرز الرسامين الذين تركوا أثراً واضحاً في مجال الكتاب المصور، خصوصاً رسوم الأطفال، التي تعامل معها بوصفها امتداداً لمشروعه التشكيلي الأوسع.
وُلد التوني في محافظة بني سويف عام 1934، وحصل على البكالوريوس في تخصُّص الديكور المسرحي من "كلّية الفنون الجميلة" عام 1958. وبرزت موهبته في فنّ تصميم أغلفة الكُتب الذي يُعدّ أحد مؤسّسيه عربيّاً؛ حيث أنجز أكثر من أربعة آلاف غلاف لأعمال كتّاب وشعراء مصريّين وعرب؛ من بينهم: نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، وأنيس منصور، وعبد الوهاب البياتي، وإبراهيم عبد المجيد، ورضوى عاشور، ومحمود درويش. حاز العديد من الجوائز الفنّية؛ من بينها "جائزة سوزان مبارك الأُولى للرسم لكتب الأطفال" التي نالها ثلاث مرّات، و"جائزة اليونيسف" عن ملصقه للعام الدولي للطفل عام 1979، و"جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب" لثلاث مرّات متتالية (1977 - 1979).