شفيق مهدي.. رحيل موثّق التراث القصصي

شفيق مهدي.. رحيل موثّق التراث القصصي

21 مارس 2021
(شفيق مهدي، 1946 - 2021)
+ الخط -

يعدّ الكاتب العراقي شفيق مهدي (1945 – 2021)  الذي رحل الأربعاء الماضي متأثراً بمضاعفات إصابته بفيروس كوفيد – 19، أحد أبرز كتّاب ومترجمي أدب الأطفال في العراق والعالم العربي، من خلال جملة مؤلّفات كان لها أثرها لدى صغار القراء في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وُلد الراحل في مدينة الكوت (180 كلم جنوب بغداد)، وحصل على درجتي البكالوريوس في اللغة الإنكليزية،  والماجستير في التاريخ الإسلامي من "معهد التاريخ العربي والتراث" في العاصمة العراقية، إلى جانب نيله شهادة الدبلوم العالي في صحافة الأطفال من "معهد التبادل الثقافي" في بودابست بهنغاريا.

بدأ مهدي الكتابة للطفل في نهاية الستينيات، وكان من مؤسّسي "دار ثقافة الأطفال"؛ دار النشر التابعة لوزارة الثقافة العراقية، وكان من أهمّ كتاب المجلة التي أصدرتها باسم "مجلتي"، المطبوعة لتعليمية التي بدأت الصدور شهرياً منذ عام 1969، كما صدر عنها العديد من الكتب والمؤلّفات المترجمة.

ومثّل هذا المشروع لحظة ازدهار في الكتابة للصغار عراقياً وعربياً، وصعّد العديد من الكتاب في هذا المجال مثل عبد الإله رؤوف وعبد الرزاق المطلبي ومحمد شمسي وفاروق يوسف وجعفر صادق، وكذلك الرسامين ومنهم طالب مكي وضياء الحجار وعبد الرحيم ياسر وعلي المندلاوي، قبل أن تتراجع المجلة ودار النشر في التسعينيات بسبب ظروف الحصار الذي فُرض على البلاد. 

بدأ الكتابة في نهاية الستينيات وكان من مؤسّسي "دار ثقافة الأطفال" التي مثلت لحظة ازدهار في الكتابة للصغار عراقياً وعربياً

في عام 2013، أصدر كتابه "ألف حكاية وحكاية للأطفال" الذي جاء حصيلة تراكم تجربته الممتدّة، والتي جمع خلاله أبطال قصصه من الحيوان والنبات والجماد بالإضافة إلى الإنسان، في محاكاة لقصص التراث العربي وفي مقدّمتها "ألف ليلة وليلة"، التي سار على منوالها في تقسيم الليالي إلى حكايات منفصلة لكنها متشابكة في عوالمها ومناخاتها، لكنه نزع في هذا الكتاب إلى الاختزال وعدم الاستفاضة في تفصيل الأحداث، مع اتخاذها الطابع التعليمي الذي لا يفقد القصص قدرتها على الإمتاع والتسلية.

يُحسب لمهدي دوره في توثيق القصص والحكايات والذي قاده إلى تأليف العديد من الكتب المهمة في دراسة التراث، ومن بينها "مهد الحضارة"، و"معجم معاني أسماء الحيوان وصفاته وكناه"، و"ألعاب صبيان العراق"، إلى جانب ترجماته للعديد من القصص مثل "هدية من بحر الحلازن" لـ هيلين كروسيل، و"كيف صار الحوت؟" لـ تيد هيوز، و"فتاة الذئاب" لـ جين كريكهيد جورج، و"لاسي" لـ إريك نايت.

"نداءات الباعة وأصحاب الحرف" عنوان الكتاب الذي سجّل فيه النداءات التي يطلقها الباعة المتجولون أو الذين يقفون في السوق للفت نظر المتسوقين إلى بضاعتهم، كما جمع الحكايات التي يرويها الباعة والعمّال في حرف مختلفة أثناء طوافهم بين البيوت بحثاً عن عمل ما، كتصليح الأعطال والبناء وشراء الحاجيات العتيقة وغيرها.

كما أصدر كتاب "سينمات بغداد"، الذي وثّق فيه دُور العرض في العاصمة العراقية في سياقها الاجتماعي والاقتصادي، يربطها بجملة أحداث بارزة كان لها دور في تطوير قطاع حيوي حتى أفوله في ثمانينيات القرن الماضي، والذي أضيف إلى مؤلّفاته التي أصدرها ضمن سلسلة "موسوعة التراث الشعبي العراقي"، وتضمّمت كتب "مقاهي بغداد"، و"خانات العراق وأسواقه"، و"وسائط النقل العراقية القديمة" وغيرها.

المساهمون