شجرةٌ في غابٍ أزرق

شجرةٌ في غابٍ أزرق

01 نوفمبر 2020
من لوحة لـ حمزة بونوة / الجزائر
+ الخط -

ما أسعدَ الشاعرَ
حين يهدِّدُه
البصرُ بالروح والجَّنَّة.

من نافذةٍ داخلَ النافذة
كان الطائرُ يَغتسِلُ في نبعِهِ الأزرق.

بين يقظةٍ وموج
قد تكون النافذةُ مرآةَ الأحلام.

بين موج وموت
كان الحبُّ صفةً للزمهرير.

أمسِ التقيتُ بقايين
على سواحل البحر الأحمر.

ابقَ حيَّاً
من أجل الغابة والتنويم المغناطيسي.

تجدَّدْ وكن عافية الحب
ليس هناك ما يُبقيك منتظراً.

النافذة تتشرع على صحراء فيها الساعة من الظباء والجراد.

أحياناً تُفسَد الكلمة قبل أن تصل إلى المحطة الأخيرة.

يطير الطائر من طائه ويقع عليه؛ والسماء رهينةُ سينِها الأزرق.

لو كنت حُبًّا ماذا ستفعلُ بالغابة
والمستحيل.

بين العقل واللون يرقد البحرُ في قوقعةٍ قديمة ويتلو على العذارى والعشاق يُتم السفن وضياع البحارين.

من فترةٍ في الماء والألوان التي يرسم بها الطفل شمساً وشجرة؛ ٱلى آنية الخزف وطيور فريد الدين العطار يحط الطائرُ الموهوم ويغرِّدُ عن عشبة الخلود وموت أدونيس.

المكتبة قد تكون حدائق من العنب أو جوز الهند. جوكيٌّ يفرش بساطه في ظل جدار من الطين ويغني للأفعى والأواني الخزفية.

تتغير النبرة إذ تتغير اللغة ومفرداتها. هذا الحبر الأحمر السائل يسيل كالوردة، كالدم، كالشمس وقت الغروب وينتهي إلى كلمة قد تكون حجارةً أو إشارة.

تكبر الآلهة كما تكبر شجرةٌ في غابٍ أزرق.


* شاعر من الأهواز

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون